أم لأنها ابنة أبي بكر ! أم لأنّها هي التي لعبت الدور الكبير في إنكار وصيّة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) ، حتّى قالت عندما ذكروا عندها أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصى لعلي ، قالت : " من قاله ، لقد رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) وإنّي لمسندته إلى صدري ، فدعا بالطست فانخنث فمات فما شعرت ، فكيف أوصى إلى علي " [1] . أم لأنّها حاربته حرباً لا هوادة فيها وأولاده من بعده ، حتّى اعترضت جنازة الحسن سيد شباب أهل الجنة ، ومنعت أن يدفن بجانب جدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قائلة : " لا تدخلوا بيتي من لا أحب " [2] ، ونسيت أو تجاهلت قول الرسول فيه وفي أخيه : " الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة " [3] ، أو
[1] صحيح البخاري 5 : 143 ، كتاب المغازي ، باب مرض النبي ووفاته . [2] راجع : الارشاد للشيخ المفيد 2 : 18 ، كتاب التعجب للكراجكي : 56 ، الخرائج والجرائح للراوندي 1 : 242 ، كشف الغمة 2 : 208 ، البحار 44 : 154 ، 157 . وانظر بالنسبة إلى امتناعها عن دفنه عند جدّه ( صلى الله عليه وآله ) تاريخ دمشق لابن عساكر 13 : 293 ، أنساب الأشراف للبلاذري 3 : 298 ، مقاتل الطالبيين لأبي الفرج : 82 ، تاريخ أبي الفداء 1 : 255 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 134 . [3] مسند أحمد 3 : 3 ، 62 ، 64 ، 82 ، سنن الترمذي 5 : 221 ح 3856 ، المستدرك للحاكم 3 : 167 ، وقال : " هذا حديث قد صح من أوجه كثيرة وأنا أتعجب أنّهما لم يخرجاه " مجمع الزوائد 9 : 182 ، نظم المتناثر من الحديث المتواتر : 196 ، سير أعلام النبلاء للذهبي 5 : 63 ، وقال النووي في شرح مسلم 16 : 41 : " وثبت أنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخبر بأنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة " ، والمصنف لابن شيبة 7 : 512 ، صحيح ابن حبّان 15 : 411 .