دعواها إلاّ أمراً ميسوراً لمن استباح حرقها إن لم يخرج المتخلّفون في بيتها لبيعتهم [1] . ولكل هذا تراها - سلام الله عليها - لم تأذن لهما في الدخول عليها عندما استأذنها أبو بكر وعمر ، ولمّا أدخلهما علي أدارت بوجهها إلى الحائط وما رضيت أن تنظر إليهما [2] . وقد توفيت ودفنت في الليل سرّاً بوصيّة منها حتّى لا يحضر جنازتها أحد منهم [3] ، وبقي قبر بنت الرسول مجهولا حتّى يوم الناس ، هذا وإنّني أتسأل لماذا يسكت علماؤنا عن هذه الحقائق ، ولا يريدون البحث فيها ولا حتّى ذكرها ، ويصوّرون لنا صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكأنّهم ملائكة لا يذنبون ، وإذا ما سألت أحدهم كيف يقتل خليفة المسلمين سيدنا عثمان ذو النورين ، فسيجيبك بأنّ المصريين - وهم كفرة - جاؤوا وقتلوه ، وينهي الموضوع كُلّه بجملتين .
[1] الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1 : 20 . [2] المصدر نفسه . [3] صحيح البخاري 5 : 83 كتاب المغازي ، باب غزوة خيبر ، صحيح مسلم 5 : 154 ، كتاب الجهاد والسير ، صحيح ابن حبّان 14 : 573 ، وفيه : " فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفيت . . . فلمّا توفيت دفنها زوجها عليّ ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلّى عليها . . . " .