responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 550


لقد ابتلينا بعلماء يقولون ما لا يفقهون ، ويؤمنون بالشئ ونقيضه في نفس الوقت ، والحال يقتضي أن فاطمة ادّعت وأبا بكر رفض دعواها ، فأمّا أن تكون كاذبة - والعياذ بالله حاشاها - أو أن يكون أبو بكر ظالماً لها ، وليس هناك حلا ثالثاً للقضية ، كما يريدها بعض علمائنا .
وإذا امتنع بالأدلة العقلية والنقلية أن تكون سيدة النساء كاذبة ، لما ثبت عن أبيها رسول الله قوله : " فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني " ، ومن البديهي أنّ الذي يكذب لا يستحق مثل هذا النصّ من قبل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فالحديث بذاته دإلاّ على عصمتها من الكذب وغيره من الفواحش ، كما أن آية التطهير دالة هي الأخرى على عصمتها ، وقد نزلت فيها وفي بعلها وابنيها بشهادة عائشة نفسها [1] ، فلم يبق إذن إلاّ أن يعترف العقلاء بأنّها ظُلمت فليس تكذيبها في



[1] روى حديث الكساء ونزول آية التطهير في الخمسة أصحاب الكساء خمسة عشر صحابياً ، ويوجد نص الحديث باختلاف ألفاظه في : صحيح مسلم 7 : 121 ، 130 ، مسند أحمد 6 : 292 ، 323 ، سنن الترمذي 5 : 621 ، 656 ، كتاب المناقب ، جامع الأصول 10 : 100 ، الخصائص للنسائي : 81 ، المستدرك للحاكم 2 : 416 كتاب التفسير . وهذه الأحاديث توضّح وتشرح لنا معنى الآية الكريمة واختصاصها بالخمسة أصحاب الكساء ( عليهم السلام ) كما اعترف بذلك الطحاوي في مشكل الآثار 1 : 332 - 339 . وتدل هذه النصوص أيضاً على نزول آية التطهير لوحدها غير منضمة إلى غيرها ، ولم يرد حتّى في رواية واحدة نزولها ضمن آيات نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولا ذكره أحد ، فهي لم تكن بحسب النزول جزء من آيات نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولا متصلة بها وإنّما وضعت بينها أمّا بأمر من النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو عند التأليف بعد الرحلة . ( انظر : تفسير الميزان 16 : 311 ) . والإرادة هنا تكوينية من قبيل قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) وليست تشريعية ، لأنّ تشريعية تتنافى مع نص الآية بالحصر بقوله " إنّما " وتتنافى مع الأحاديث ، إذ انّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) طبق الآية عليهم دون غيرهم . قال ابن حجر في الصواعق 2 : 424 " وأشار المحب الطبري إلى أنّ هذا الفعل تكرر منه ( صلى الله عليه وآله ) في بيت أُم سلمة وبيت فاطمة وغيرهما ، وبه جُمع بين اختلاف الروايات . . . " . وقال أيضاً في الصواعق 2 : 427 باب الآيات الواردة فيهم : " ثمّ أكّد ( صلى الله عليه وآله ) ذلك كلّه بتكرير طلب ما في الآية لهم بقوله : " اللّهم هؤلاء أهل بيتي " إلى آخر ما مر ، وبادخاله نفسه معهم في العدّ لتعود عليهم بركة اندراجهم في سلكه ، بل في رواية أنّه اندرج معهم جبريل وميكائيل إشارة إلى عليّ قدرهم ، وأكده أيضاً بطلب الصلاة عليهم بقوله : " فاجعل صلاتك . . . " إلى آخر ما مرّ ، وأكده أيضاً بقوله : " أنا حرب لمن حاربهم " إلى آخر ما مرّ أيضاً . . . " . أقول : وممّا يدلّل على عظيم شرفهم ما في بعض ألفاظ الحديث من أنّ الآية نزلت عقيب دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) لهم بالطهارة واذهاب الرّجس ، ولعلّه الأصح .

550

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 550
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست