responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 552


ولكن عندما وجدت الفرصة للبحث وقراءة التاريخ ، وجدت أن قتلة عثمان بالدرجة الأولى هم الصحابة أنفسهم ، وفي مقدمتهم أم المؤمنين عائشة التي كانت تنادي بقتله وإباحة دمه على رؤوس الأشهاد ، فكانت تقول : " اقتلوا نعثلا فقد كفر " [1] .



[1] النعثل : الشيخ الأحمق ، والنعثلة : أن يمشي الرجل مفاجا ويقلب قدميه ، كأنّه يغرق بهما وهو من التبختر . ونعثل : رجل من أهل مصر كان طويل اللحية ، قيل : إنّه كان يشبه عثمان ، وشاتمو عثمان يسمونه نعثلاً تشبيهاً بالرجل المصري ، وفي حديث عائشة : " اقتلوا نعثلاً ، قتل الله نعثلاً ! " تعني عثمان ، وكان هذا منها لما غاضبته وذهبت إلى مكة . لسان العرب 11 : 669 مادة نعثل . يروي الطبري في تاريخه 3 : 399 عن عثمان بن الشريد قال : مرّ عثمان على جبلة بن عمرو الساعدي وهو بفناء داره ومعه جامعه ، فقال : يا نعثل والله لأقتلنك ولأحملنك على قلوص جرباء ولأخرجنك إلى حرة النار ، ثمّ جاءه مرّة أُخرى وعثمان على المنبر فأنزله عنه . ويروي أيضاً 3 : 423 عن عبد الرحمن بن محمّد : إنّ محمّد بن أبي بكر تسور على عثمان من دار عمرو بن حزم ومعه كنانة بن بشر بن عتاب وسودان بن حمران وعمرو بن الحمق ، فوجدوا عثمان عند امرأته نائلة وهو يقرأ في المصحف ، فتقدمهم محمّد بن أبي بكر فأخذ بلحية عثمان ، فقال : قد أخزاك الله يا نعثل ، فقال عثمان : لست بنعثل ، ولكني عبد الله وأمير المؤمنين ، قال محمّد : ما أغنى عنك معاوية وفلان وفلان . فقال عثمان : يا بن أخي ، دع عنك محبتي فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه ، فقال محمّد : لو رآك أبي تعمل هذه الاعمال أنكرها عليك . وقال الذهبي في السير في ترجمة الخلفاء ، ترجمة عثمان بن عفان 196 : " روى بشر بن شغاف ، عن عبد الله بن سلام ، قال : بينما عثمان يخطب ، فقام رجلٌ فنال منه ، فَوَذأته فاتّذأ ، فقال رجل : لا يمنعك مكان ابن سلام أن تسب نعثلاً ، فإنّه من شيعته ! فقلت له : لقد قلت القول العظيم في الخليقة من بعد نوح . وذأته : زجرته وقمعته . وقالوا : لعثمان : " نعثلاً " تشبيهاً له برجل مصري اسمه نعثل كان طويل اللحية . والنعثل : الذكر من الضباع ، وكان عمر يشبه بنوح في الشدة " وكانت عائشة من خصوم عثمان ، لكنها ما إن سمعت بمقتله وتولية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الخلافة قامت بالنوح على عثمان والطلب بدمه ، قال ابن الأثير : " وخرجت عائشة من مكة تريد المدينة بعدما خرجت منها لحاجة ، فلمّا كانت بسرف لقيها رجل من أخوالها من بني ليث يقال له عبيد بن أبي سلمة ، وهو ابن أم كلاب ، فقالت له : مهيم ؟ قال : قتل عثمان وبقوا ثمانياً . قالت : ثمّ صنعوا ماذا ؟ قال : اجتمعوا على بيعة علي فقالت : ليت هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لصاحبك ! ردوني ردوني ! فانصرفت إلى مكة وهي تقول : قتل والله عثمان مظلوماً والله لأطلبنّ بدمه ! فقال لها : ولم ؟ والله إنّ أوّل من أمال حرفه لأنتِ ، ولقد كنت تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر . قالت : إنّهم استتابوه ثمّ قتلوه ، وقد قلت وقالوا ، وقولي الأخير خير من قولي الأوّل فقال لها ابن أُم كلاب : فمنك البداء ومنك الخير * ومنك الرياح ومنك المطر وأنت أمرتِ بقتل الإمام * وقلت لنا إنّه قد كفر فهنا أطعناك في قتله * وقاتُلُه عندنا من أمر ولم يسقط السقف من فوقنا * ولم ينكسف شمسنا والقمر وقد بايع الناس ذا ترى * يزيل الشبه ويقيم الصعر ويلبس للحراب أثوابها * وما من وفي مثل من قد غدر فانصرفت إلى مكة فقصدت الحجر فسترت فيه ، فاجتمع الناس حولها ، فقالت : أيّها الناس ، إنّ الغوغاء من أهل الأمصار وأهل المياه ، وعبيد أهل المدينة ، اجتمعوا على هذا الرجل المقتول ظلماً بالأمس ونقموا عليه استعمال من حدثت سنه ، وقد استعمل أمثالهم قبله ، ومواضع من الحمرا حماها لهم فتابعهم ونزع لهم عنها ، فلمّا لم يجدوا حجّة ولا عذراً بادروا بالعدوان فسفكوا الدم الحرام ، واستحلوا البلد الحرام ، والشهر الحرام وأخذوا المال الحرام ، والله لإصبع من عثمان خير من طاف الأرض أمثالهم ووالله لو أنّ الذي اعتدوا به عليه كان ذنباً مخلص منه كما يخلص الذهب من خبثه أو الثوب من درنه إذ ماصوه كما يماص الثوب بالماء ، أي يغسل " الكامل في التاريخ 3 : 206 ، تاريخ الطبري 3 : 476 . وقال ابن قتيبة : " إنّ عائشة لما أتاها أنّه بويع لعلي ( عليه السلام ) ، وكانت خارجة من المدينة فقيل لها : قتل عثمان ، وبايع الناس عليّاً فقالت : ما كنت أبالي أن تقع السماء على الأرض ، قتل والله مظلوماً ، وأنا طالبة بدمه ، فقال لها عبيد : إنّ أوّل من طعن عليه وأطمع الناس فيه لانت ولقد قلت : اقتلوا نعثلاً فقد فجر . فقالت عائشة : قد والله قلت وقال الناس ، وآخر قولي خير من أوّله فقال عبيد : عذرى والله ضعيف يا أم المؤمنين " الإمامة والسياسة 71 . وقال ابن أبي الحديد : " قال كلّ من صنف في السير والاخبار : إن عائشة كانت من أشدّ الناس على عثمان ، حتّى إنّها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فنصبته في منزلها ، وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يبلِ ، وعثمان قد أبلى سنته . قالوا : أوّل من سمّى عثمان نعثلاً عائشة ، والنعثل : الكثير شعر اللحية والجسد . وكانت تقول : اقتلوا نعثلاً ، قتل الله نعثلاً ! وروى المدائني في كتاب الجمل قال : لما قتل عثمان كانت عائشة بمكة ، وبلغ قتله إليها وهي بشراف ، فلم تشكّ في أنّ طلحة هو صاحب الأمر وقالت : بعداً لنعثل وسحقاً ! إيه ذا الأصبع ! إيه أبا شبل ؟ إيه يا بن عم ! لكأني أُنظر إلى إصبعه وهو يبايع له : حثوا الإبل ودعدعوها . قال : وقد كان طلحة حين قتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال ، وأخذ نجائب كانت لعثمان في داره ، ثُمّ فسد أمره ، فدفعها إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) " شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 : 215 . فكانت عائشة من ألد الخصوم لعثمان بن عفان ، وهي التي أطلقت عليه كلمة نعثل ، لكنه لما قتل وبويع علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) طالبت بدم عثمان ، بغضاً لعلي بن أبي طالب وطعناً في إمارته التي لا ترضاها عائشة . ومن أراد الاطلاع على قول عائشة بألفاظه المختلفة من قبيل : " فقد كفر ، فقد فجر ، لعن الله نعثلا ، قتل الله نعثلا " فليرجع إلى كلٍّ من تاريخ الطبري 4 : 407 ، الكامل لابن الأثير 3 : 206 ، في وقعة الجمل ، الفتوح لابن أعثم 2 : 249 ، شرح النهج لابن أبي الحديد 20 : 17 ، النهاية لابن الأثير 5 : 80 ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1 : 51 ، العقد الفريد 4 : 290 ، تذكرة الخواص : 61 - 64 ، لسان العرب 14 : 193 .

552

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 552
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست