فأين عمر من آية التيمّم المنزلة في كتاب الله ؟ ! وأين علمه من سنّة النبي الذي علّمهم كيفية التيمّم كما علمهم الوضوء ؟ ! وعمر نفسه يعترف في العديد من القضايا بأنه ليس بعالم ، بل بأنّ كلّ الناس أفقه منه حتّى ربّات الحجال وبقوله عدة مرّات : " لولا علي لهلك عمر " [1] ، ولقد أدركه الأجل ومات ولم يعرف حكم الكلالة التي حكم فيها بأحكام متعددة ومختلفة ، كما يشهد بذلك التاريخ [2] ، فأين هذا العلم يا أولي الأبصار ؟ كذلك نسمع عن بطولة عمر وشجاعته وقوّته الشئ الكثير ، حتّى قيل : إنّ قريش خافت عندما أسلم عمر ، وقويت شوكة المسلمين بإسلامه ! وقيل : إنّ الله أعزّ الإسلام بعمر بن الخطّاب ! وقيل : بأنّ رسول الله لم يجهر بدعوته إلاّ بعد إسلام عمر ! ولكن التاريخ الثابت الصحيح لا يوقفنا على شئ من هذه البطولة والشجاعة ، ولا يعرف التاريخ رجلا واحداً من المشاهير أو حتّى من العاديين الذين قتلهم عمر بن الخطّاب في مبارزة أو في معركة كبدر وأحد والخندق وغيرها ، بل العكس هو الصحيح ، فالتاريخ يحدّثنا أنّه هرب مع الهاربين في
[1] الاستيعاب 3 : 1103 ، كفاية الطالب للكنجي : 219 وفيه : " كاد يهلك ابن الخطاب لولا عليّ " وقال : " هذا ثابت عند أهل النقل ذكره غير واحد من أهل السير " ، تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة : 152 ، فيض القدير للمناوي 4 : 470 ، نظم درر السمطين : 130 ، أمالي المحاملي : 247 . [2] يراجع لمعرفة هذا الأمر إلى المصادر التالية : صحيح مسلم 5 : 60 كتاب الفرائض ، باب الكلالة ، مسند أحمد بن حنبل 1 : 48 ، سنن ابن ماجة 2 : 163 ، سنن البيهقي 6 : 224 و 8 : 150 ، المستدرك على الصحيحين 2 : 303 ، تفسير القرطبي 6 : 29 ، تفسير الطبري 6 : 30 ، تفسير الدر المنثور 2 : 251 ، تفسير ابن كثير 1 : 595 .