responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 487


وكأنّ لسان حالهم يقول : لولا عمر لهلك النبي ! والعياذ بالله من هذا الاعتقاد الفاسد المشين الذي لا قبح بعده .
ولعمري إنّ الذي يعتقد هذا الاعتقاد هو بعيد عن الإسلام بعد المشرقين ، ويجب عليه أن يراجع عقله ، أو يطرد الشيطان من قلبه . قال الله تعالى : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْم وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) [1] صدق الله العلي العظيم .
ولعمري إنّ الذين يعتقدون بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يميل به الهوى ، ويحيد به عن طريق الحقّ ، فيقسم قِسمة لا يريد بها وجه الله ، وإنّما تبعاً لهواه وعاطفته ، والذين يتنزّهون عن أشياء يصنعها رسول الله اعتقاداً منهم بأنّهم أتقى لله وأعلم به من رسوله ، فهؤلاء ليسوا جديرين بأيّ احترام ولا تقدير من المسلمين ، فضلا على أن ينزلونهم منزلة الملائكة ، فيحكمون بأنّهم أفضل الخلق بعد رسول الله ، وأنّ المسلمين مدعوّون لاتّباعهم والاقتداء بهم ، والسير على سنّتهم ، لا لشئ إلاّ لأنّهم صحابة رسول الله .
وهذا يتناقض مع أهل السنّة والجماعة الذين لا يصلّون على محمّد وآله إلاّ ويضيفون إليهم الصحابة أجمعين ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد عرف قدرهم وأنزلهم منزلتهم ، فأمرهم بأن يصلّوا على رسوله وأهل بيته الطاهرين ، ليّاً لأعناقهم ليخضعوا ويعرفوا مكانة هؤلاء عند الله ، فلماذا نجعلهم نحن في منزلة فوق منزلتهم ، ونسوّيهم بمن رفع الله قدرهم وفضّلهم على العالمين .
ودعني أستنتج بأنّ الأمويين والعبّاسيين الذين نصبوا العداء لأهل البيت النبوي ، وأبعدوهم وشرّدوهم وقتلوهم هم وأتباعهم وشيعتهم ، تفطّنوا لما في



[1] سورة الجاثية : 23 .

487

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 487
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست