responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 488


هذه المزيّة من الفضل العميم والخطر الجسيم ، فإذا كان الله سبحانه لا يقبل صلاة مسلم إلاّ إذا صلّى عليهم ، فبماذا يبرّرون عداءهم وانحرافهم عن أهل البيت ؟ !
ولذلك تراهم ألحقوا الصّحابة بأهل البيت ليموّهوا على الناس بأنّ أهل البيت والصحابة في الفضل سواء .
وخصوصاً إذا عرفنا بأنّ ساداتهم وكبراءهم هم بعض الصّحابة الذين استأجروا ضعفاء العقول ممّن صحبوا رسول الله أو من التابعين ليرووا الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة ، وبالأخصّ في من اعتلوا منصّة الخلافة ، وكانوا سبباً مباشراً في وصولهم - أي الأمويين والعباسيين - إلى الحكم والتحكّم في رقاب المسلمين .
والتاريخ خير شاهد على ما أقول إذ إنّ عمر بن الخطّاب الذي اشتهر بمحاسبة ولاته وعزلهم لمجرّد شبهة ، نراه يلين مع معاوية بن أبي سفيان ولا يحاسبه أبداً ، وقد ولاّه أبو بكر وأقرّه عمر طيلة حياته ، ولم يعترض عليه حتّى بالعتاب واللّوم ، رغم كثرة الساعين الذين يشتكون من معاوية ويقولون له : بأنّ معاوية يلبس الذهب والحرير اللذين حرمهما رسول الله على الرجال ، فكان عمر يجيبهم : " دعوه فإنه كسرى العرب " [1] .



[1] راجع بألفاظه المختلفة : تاريخ دمشق لابن عساكر 59 : 114 ، أُسد الغابة لابن الأثير 4 : 386 ، سير أعلام النبلاء للذهبي 3 : 135 ، الإصابة لابن حجر 6 : 121 ، الاعلام للزركلي 7 : 262 ، البداية والنهاية لابن كثير 8 : 134 ، غريب الحديث لابن سلام 4 : 293 . فكان عمر بن الخطاب هو الذي وطد الملك لمعاوية بن أبي سفيان ، مع علمه بأنّه من الطلقاء ، ولم يول بدرياً أو أنصارياً أو صحابياً له تاريخ مشرف على منطقة مثل الشام ، بل اختار معاوية ، ولم يحاسبه في حياته على فعل من أفعاله ، مع أنّه كان تصل اليه الأخبار بتصرفات معاوية المخالفة للدين والعقل ، لكن مع ذلك لم يحرك ساكناً وأبقاه على مملكة الشام حتّى إذا جاء عثمان وسعها له فضم إليه فلسطين ومن حولها ، لتصبح بذلك مملكة مكتملة الأطراف والأوصاف والتي أدّت إلى حرب صفين وازهاق لأرواح آلاف من الصحابة الكرام .

488

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست