responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 425


واقتضت حكمة الرسول بأن لا يكتب لهم ذلك الكتاب لأنّه طعن فيه في حياته ، فكيف يعمل بما فيه بعد وفاته ، وسيقول الطاعنون : بأنّه هَجْرٌ من القول ، ولربّما سيشكّكون في بعض الأحكام التي عقدها رسول الله في مرض موته ، إذ إنّ اعتقادهم بهجره ثابت .
أستغفر الله وأتوب إليه من هذا القول في حضرة الرسول الأكرم ، وكيف لي أن أقنع نفسي وضميري الحرّ بأنّ عمر بن الخطّاب كان عفويّاً ، في حين أنّ أصحابه ومن حضروا محضره بكوا لما حصل ، حتّى بلّ دمعهم الحصى وسمّوها رزية المسلمين .
ولهذا فقد خلصتُ إلى أن أرفض كلّ التعليلات التي قُدمت لتبرير ذلك ، ولقد حاولت أن أنكر هذه الحادثة وأكذبها لأستريح من مأساتها ، ولكن كتب الصحاح نقلتها وأثبتتها وصححتها ، ولم تحسن تبريرها .
وأكاد أميل إلى رأي الشيعة في تفسير هذا الحدث ، لأنّه تعليل منطقي وله قرائن عديدة ، وإنّي لا زلت أذكر إجابة السيد محمّد باقر الصدر عندما سألته : كيف فهم سيدنا عمر من بين الصحابة ما يريد الرسول كتابته وهو استخلاف علي - على حد زعمكم - ، فهذا ذكاء منه [1] .



[1] ذكر أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب تاريخ بغداد مسنداً كما في شرح النهج لابن أبي الحديد 12 : 21 محاورة ابن عبّاس مع عمر وفيها قال عمر : " لقد كان من رسول الله في أمره ذرو من قول لا يثبت حجة ولا يقطع عذراً ، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه ، فمنعت من ذلك اشفاقاً وحيطة على الإسلام . . . " . وفيه أيضاً 12 : 79 في حوار آخر مع ابن عبّاس قال عمر : " إنّ رسول الله أراد أن يذكره للأمر في مرضه فصددته عنه خوفاً من الفتنة " .

425

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست