فالمسلمون لم ينقسموا ولم يختلفوا في شيء لولا الصحابة ، وكُلّ خلاف نشأ وينشأ إنّما يعود إلى اختلافهم في الصحابة ، فالربّ واحد ، والقرآن واحد ، والرسول واحد ، والقبلة واحدة ، وهم متّفقون على ذلك . وبدأ الخلاف والاختلاف في الصحابة من اليوم الأول بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في سقيفة بني ساعدة ، واستمرّ إلى يوم الناس هذا ، وسيستمرّ إلى أن يشاء الله . وقد استنتجت من خلال الحديث مع علماء الشيعة أنّ الصحابة في نظرهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام : فالقسم الأوّل : هم الصحابة الأخيار الذين عرفوا الله ورسول الله حقّ المعرفة ، وبايعوه على الموت ، وصاحبوه بصدق في القول ، وبإخلاص في العمل ، ولم ينقلبوا بعده ، بل ثبتوا على العهد ، وقد امتدحهم الله جلّ جلاله ، في كتابه العزيز في العديد من المواقع ، وقد أثنى عليهم رسول الله في العديد من المواقع أيضاً ، والشيعة يذكرونهم باحترام وتقديس ، ويترضّون عليهم ، كما يذكرهم أهل السنّة باحترام وتقديس أيضاً . والقسم الثاني : وهم الصحابة الذين اعتنقوا الإسلام ، واتّبعوا رسول الله إمّا رغبة أو رهبة ، وهؤلاء كانوا يمنّون إسلامهم على رسول الله ، وكانوا يؤذونه في بعض الأوقات ، ولا يمتثلون لأوامره ونواهيه ، بل يجعلون لآرائهم مجالا في مقابل النصوص الصريحة حتّى ينزل القرآن بتوبيخهم مرّة ، وتهديدهم أُخرى ، وقد فضحهم الله في العديد من الآيات ، وحذّرهم رسول الله - أيضاً - في العديد من الأحاديث النبويّة ، والشيعة لا يذكرونهم إلاّ بأفعالهم بدون احترام ولا تقديس . أما القسم الثالث من الصحابة : فهم المنافقون الذين صحبوا رسول الله للكيد له ، وقد أظهروا الإسلام ، وانطوت سرائرهم على الكفر ، وقد تقرّبوا ليكيدوا للإسلام والمسلمين عامّة ، وقد أنزل الله فيهم سورة كاملة ، وذكرهم في