العديد من المواقع ، وتوعّدهم بالدرك الأسفل من النار ، وقد ذكرهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وحذّر منهم ، وعلّم بعضاً من أصحابه أسماءهم وعلاماتهم ، وهؤلاء يتّفق الشيعة والسنّة على لعنهم والبراءة منهم . وهناك قسم خاصّ - وإن كانوا من الصّحابة - فهم يتميّزون عليهم بالقرابة وبفضائل خلقية ونفسية ، وخصوصيات اختصّهم الله ورسوله بها لا يلحقهم فيها لاحق ، وهؤلاء هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً [1] ، وأوجب الصلاة عليهم كما أوجبها على رسوله ، وأوجب لهم سهماً من الخمس [2] ، كما أوجب مودّتهم على كلّ مسلم كأجر للرّسالة المحمّدية [3] . فهم أولو الأمر الذين أمر بطاعتهم [4] ، وهم الراسخون في العلم الذين يعلمون تأويل القرآن ، ويعلمون المتشابه منه والمحكم [5] ، وهم أهل الذكر الذين قرنهم رسول الله بالقرآن في حديث الثقلين وأوجب التمسّك بهما ، وجعلهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق . والصحابة يعرفون قدر أهل البيت ويعظّمونهم ويحترمونهم ، والشيعة يقتدون بهم ويقدّمونهم على كلّ الصحابة ، ولهم في ذلك أدلة من النصوص الصريحة . أما أهل السنّة والجماعة ، مع احترامهم لأهل البيت وتعظيمهم وتفضيلهم ، إلاّ أنهم لا يعترفون بهذا التقسيم للصحابة ، ولا يعدّون المنافقين في الصحابة ، بل الصحابة في نظرهم خير الخلق بعد رسول الله . وإذا كان هناك تقسيم فهو من باب فضيلة السبق للإسلام والبلاء الحسن
[1] سورة الأحزاب : 33 . [2] سورة الأنفال : 41 . [3] سورة الشورى : 23 . [4] سورة النساء : 59 . [5] سورة آل عمران : 7 .