وقلت أيضاً : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) [1] . ولا شكّ أن ما وصلت إليه الأمّة الإسلامية من الانحطاط ، والتخلّف ، والذلّة ، والمسكنة لدليل قاطع على بعدها عن الصراط المستقيم ، ولا شكّ أنّ القلّة القليلة أو الفرقة الواحدة من بين ثلاثة وسبعين لا تؤثّر في مسيرة أمة بأكملها . وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر ، أو ليسلّطنّ الله عليكم شراركم ، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم " [2] . ربّنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوّهاب ، ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين . سافرت إلى المدينة المنورة محمّلا برسالة من صديقي بشير إلى أحد أقربائه لكي أقيم عنده مدّة بقائي هناك ، وقد كلّمه من قبل في الهاتف ، واستقبلني هذا الأخير ورحّب بي وأنزلني في بيته . وتوجّهت فور وصولي إلى زيارة رسول الله ، فاغتسلت وتطيّبت ، ولبست أحسن ثيابي وأطهرها ، وكان الزوّار قليلين بالنّسبة إلى موسم الحجّ ، فتمكّنت من الوقوف أمام قبر رسول الله وأبي بكر وعمر ، ولم أكن أتمكّن من ذلك في موسم الحجّ لكثرة الازدحام .
[1] سورة آل عمران : 144 . [2] الجامع الصغير للسيوطي 2 : 401 ، مسند أحمد 5 : 389 ، سنن الترمذي 3 : 317 ، سنن أبي داود 2 : 323 ، بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث : 242 ، مسند أبي يعلى 8 : 313 ، المعجم الأوسط 2 : 99 ، مجمع الزوائد 70 : 266 ، الأستذكار لابن عبد البر 8 : 585 ، باختلاف في المصادر في ألفاظ الحديث .