responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 375


وحاولت عبثاً أن أمسّ أحد الأبواب للتبرّك ، فانتهرني الحرس الواقف هناك ، وكان على كلّ باب حرس يحرسه ، ولمّا أطلت الوقوف للدعاء وإبلاغ السّلام الذي حمّلني إيّاه أصدقائي أمرني الحرّاس بالانصراف ، وحاولت أن أتكلّم مع واحد منهم ولكن دون جدوى .
ورجعت إلى الرّوضة المطهّرة حيث جلست أقرأ ما تيسّر من القرآن ، وأحسّن الترتيل وأعيده مرّات ، لأنّي تخيّلت وكأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يستمع إليّ ، وقلت في نفسي : أيمكن أن يكون الرسول ميتاً كسائر الأموات ، فلماذا نقول في صلاتنا : ( السّلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته ) بصفة المخاطب ؟ ! [1]



[1] من الأمور الثابتة عند المسلمين أنّ الأنبياء أحياء في قبورهم ، وقد وردت بذلك آثار صحيحة تصل إلى حد التواتر قال الألباني في صحيحته 2 : 187 " 621 - الأنبياء صلوات الله عليهم أحياء في قبورهم يصلون ) أخرجه البزار في مسنده ( 256 ) ، وتمام الرازي في الفوائد ( رقم 56 - نسختي ) ، وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 4 / 285 / 2 ) ، وابن عدي في الكامل ( ق 90 / 2 ، والبيهقي في حياة الأنبياء ( ص 3 ، . . ) . . " . وقال الكتاني في النظم المتناثر من الحديث المتواتر : 126 - 127 : " 115 - حياة الأنبياء في قبورهم . . قال السيوطي في مرقاة الصعود : تواترت بها الأخبار . وقال في أنباء الأذكياء بحياة الأنبياء ما نصّه : حياة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قبره وسائر الأنبياء معلومة عندنا علماً قطعياً ، لما قام عندنا من الأدلة في ذلك ، وتواترت به الأخبار الدالة على ذلك ، وقد الف الإمام البيهقي رحمه الله جزءاً في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام في قبورهم . وقال ابن القيّم في كتابه الروح نقلاً عن ابن عبد الله القرطبي : صح عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ، وأنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اجتمع بالأنبياء ليلة الاسراء في بيت المقدس وفي السماء خصوصاً بموسى ، وقد أخبره بأنّه ما من مسلم يسلم عليه إلاّ رد الله عليه روحه حتّى يرد عليه السلام إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأنّ موت الأنبياء إنّما هو راجع إلى أن غيّبوا ، وذلك كالحال في الملائكة فإنّهم أحياء موجودون ولا نراهم " . وأنشد العلامة ابن حجر الهيثمي قصيدة في ذلك شرحها محمّد حبيب الله الشنقيطي : " تواترت الأدلة والنقول * فما يحصي المصنف ما يقول بأنّ المصطفى حّي طري * هلال ليس يطرقه أُفول وأنّ الجسم منه بقاع لحد * كورد لا يدّنسه الذبول وأن الهاشمي يكُلّ وصف * جميل لا يغيره الحلول ويسمعهم إذا صلّوا عليه * بأذنيه فقصّر يا ملول ومن لم يعتقد هذ بطه * يقيناً فهو زنديق جهول عبيد هيثمي مستجير * بمن حطت بساحته الحمول " ارغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي الغماري : 20 . وقال الشوكاني في نيل الأوطار 3 : 305 : " وأخرج البيهقي في السنن - أيضاً حديثاً آخر بلفظ : أكثروا علي الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة ، فمن صلّى عليّ صلاة صلّى الله تعالى عليه عشراً . . . والأحاديث فيها مشروعية الاكثار من الصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم الجمعة ، وأنّها تعرض عليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّه حي في قبّره . وقد أخرج ابن ماجة باسناد جيد أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لأبي الدرداء : " إنّ الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " . وفي رواية للطبراني : " ليس من عبد يصلي عليّ إلاّ بلغني صلاته . قلنا : وبعد وفاتك ؟ قال : وبعد وفاتي إنّ الله عزّ وجلّ حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " . وقد ذهب جماعة من المحققين إلى أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حي بعد وفاته ، وأنّه يسر بطاعات أمته ، وأنّ الأنبياء لا يبلون ، مع أنّ مطلق الادراك كالعلم والسماع ثابت لسائر الموتى . وقد صحّ عن ابن عبّاس مرفوعاً : " ما من أحد يمّر على قبر أخيه المؤمن . وفي رواية : بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه ، إلاّ عرفه ورد عليه " . ولابن أبي الدنيا : " إذا مرّ الرجل بقبر يعرفه فيسلم عليه رد عليه السلام وعرفه ، وإذا مر على قبر لا يعرفه رد عليه السلام " . وصح أنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يخرج إلى البقيع لزيارة الموتى ويسلم عليهم . وورد النصّ في كتاب الله في حق الشهداء وأنّهم أحياء يرزقون ، وأنّ الحياة فيهم متعلقة بالجسد فكيف بالأنبياء والمرسلين ؟ ! وقد ثبت في الحديث أنّ الأنبياء أحياء في قبورهم رواه المنذري وصححه البيهقي . وفي صحيح مسلم عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : مررت بموسى ليلة أُسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلّي في قبره " .

375

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست