responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 372


أنّه حب الدنيا والابتعاد عن تعاليمه سبحانه ، ذلك بأنّهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم ؟ إنّ عقلي لا يطاوعني بتصديق أن القضاء والقدر هما اللذان حتما مصير الإنسان ، بل أميل وأكاد أجزم بأنّ الله سبحانه خلقنا وهدانا وألهمنا الفجور والتقوى ، وأرسل إلينا رسله ليوضحوا لنا ما أشكل علينا ويعرفوننا الحقّ من الباطل ، ولكنّ الإنسان غرّته الحياة الدنيا وزينتها .
الإنسان بأنانيّته وكبريائه ، بجهله وفضوله ، بعناده ولجاجته ، بظلمه وطغيانه مال عن الحقّ واتّبع الشيطان ، وابتعد عن الرحمن فورد غير مورده ، وأكل غير مأكله ، وقد عبّر القرآن الكريم عن ذلك أحسن تعبير وأوجزه بقوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [1] .
يا أبانا إبراهيم ، لا لوم على اليهود والنصارى الذين عاندوا الحقّ بغياً بينهم لمّا جاءتهم البيّنة ، فها هي الأمّة التي أنقذها الله بولدك محمّد ، وأخرجها من الظلمات إلى النور ، وجعلها خير أُمّة أخرجت للنّاس ، فهي الأخرى اختلفت وتفرّقت وكفّر بعضها بعضاً ، وقد حذّرهم رسول الله ونبّههم إلى ذلك ، وضيّق عليهم حتّى قال : " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث " [2] .
فما بال هذه الأمّة قد انقسمت وافترقت ، وأصبحت دويلات يعادي بعضها البعض ، ويحارب بعضها البعض ، ويكفّر بعضها البعض ، وحتّى لا يعرف بعضها البعض الآخر ، فيهجره طيلة حياته ؟ !
ما لهذه الأمة - يا أبانا إبراهيم - بعدما كانت خير الأُمم ، وقد ملكت الشرق



[1] سورة يونس : 44 .
[2] مسند أحمد 4 : 327 ، صحيح البخاري 7 : 900 كتاب الأدب ، باب 61 ، صحيح مسلم 8 : 8 ، كتاب البر والصلة ، باب النهي عن التحاسد ، صحيح ابن حبان 12 : 479 ، سنن ابن ماجة 1 : 18 ، سنن أبي داود 2 : 458 ، سنن الترمذي 3 : 252 ، السنن الكبرى للبيهقي 6 : 62 ، مجمع الزوائد 8 : 66 ، وغيرها من المصادر .

372

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست