responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 371


وتساءلت : أفي هذا دليل على تكفير من يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، ويقيم الصّلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويصوم شهر رمضان ، ويحج البيت ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؟
وما أردت معاندة صديقي والدخول معه في جدال لا طائل من ورائه ، فاقتصرت على القول : هدانا الله وإيّاهم إلى صراطه المستقيم ، ولعن الله أعداء الدّين الذين يكيدون للإسلام والمسلمين .
وكنت كلّما طفت بالبيت العتيق خلال العمرة وفي كلّ زيارة لمكة المكرّمة ، ولم يكن يطوف بها إلاّ نفر قليل من المعتمرين ، صلّيت وسألت الله سبحانه من كلّ جوارحي أن يفتح بصيرتي ويهديني إلى الحقيقة .
وقفت على مقام إبراهيم ( عليه السلام ) واستعرضت الآية الكريمة : ( وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) [1] صدق الله العظيم .
وبدأت أناجي سيدنا إبراهيم أو أبانا إبراهيم كما سمّاه القرآن :
يا أبتاه ، يا من سمّيتنا المسلمين ، ها قد اختلف أبناؤك من بعدك فأصبحوا يهوداً ونصارى ومسلمين ، واختلف اليهود فيما بينهم إلى إحدى وسبعين فرقة ، واختلف النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة ، واختلف المسلمون إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وكُلّهم في الضّلالة حسبما أخبر بذلك ابنك محمّد ، وفرقة واحدة بقيت على عهدك يا أبتاه !
أهي سنّة الله في خلقه كما يقول القدرية ، فالله سبحانه هو الذي كتب على كلّ نفس أن تكون يهودية ، أو نصرانية ، أو مسلمة ، أو ملحّدة ، أو مشركة ، أم



[1] سورة الحج : 78 .

371

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست