[ الشهادة الثالثة في الأذان ] سألت السيّد الصدر عن الإمام علي ، ولماذا يشهدون له في الآذان بأنّه وليّ الله ؟ ! أجاب قائلاً : إنّ أمير المؤمنين علياً - سلام الله عليه - وهو عبد من عبيد الله الذين اصطفاهم الله وشرّفهم ليواصلوا حمل أعباء الرسالة بعد أنبيائه وهؤلاء هم أوصياء الأنبياء . فلكُلّ نبي وصيّ وعليّ بن أبي طالب هو وصيّ محمّد ، ونحن نفضّله على سائر الصحابة بما فضّله الله ورسوله ، ولنا في ذلك أدلّة عقلية ونقلية من القرآن والسنّة ، وهذه الأدلّة لا يمكن أن يتطرّق إليها الشك لأنّها متواترة وصحيحة من طرقنا وحتّى من طرق أهل السنّة والجماعة ، وقد ألّف في ذلك علماؤنا العديد من الكتب . ولمّا كان الحكم الأموي يقوم على طمس هذه الحقيقة ومحاربة أمير المؤمنين عليّ وأبنائه وقتلهم ، ووصل بهم الأمر إلى سبّه ولعنه على منابر المسلمين وحمل الناس على ذلك بالقهر والقوة ; فكان شيعته وأتباعه - رضي الله عنهم - يشهدون أنّه وليّ الله ، ولا يمكن للمسلم أن يسبّ وليّ الله ، وذلك تحدّياً منهم للسلطة الغاشمة حتّى تكون العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وحتّى تكون حافزاً تاريخيّاً لكُلّ المسلمين عبر الأجيال ، فيعرفون حقيقة عليّ وباطل أعدائه . ودأب فقهاؤنا على الشهادة لعلي بالولاية في الأذان والإقامة استحباباً ، لا بنيّة أنّها جزء من الأذان أو الإقامة ، فإذا نوى المؤذّن أو المقيم أنّها جزء بطل أذانه وإقامته . والمستحبّات في العبادات والمعاملات لا تحصى لكثرتها ، والمسلم يثاب على فعلها ولا يعاقب على تركها ، وقد ورد على سبيل المثال أنّه يذكر استحباباً بعد شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله ، بأن يقول المسلم : وأشهد أنّ الجنّة حق ، والنار حق ، وأنّ الله يبعث من في القبور .