هُمُ الْكَافِرُونَ * وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ . . . وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . . . ) [1] صدق الله العظيم . كما حركت في نفسي شعور النقمة والثورة على هؤلاء الظلمة الذين يبدّلون أحكام الله العادلة بأحكام وضعية بشرية جائرة ، ولا يكفيهم كُلّ ذلك بل ينتقدون بكُلّ وقاحة وسخرية الأحكام الإلهية ، ويقولون بأنّها بربرية ووحشية ، لأنّها تقيم الحدود ، فتقطع يد السارق ، وترجم الزّاني ، وتقتل القاتل ، فمن أين يا ترى جاءتنا هذه النظريات الغريبة عنّا وعن تراثنا ؟ ! لا شكّ أنّها من الغرب ومن أعداء الإسلام الذين يدركون أنّ تطبيق أحكام الله يعني القضاء عليهم نهائياً ، لأنّهم سرّاق ، خونة ، زناة ، مجرمون وقتلة ، ولو طبقت أحكام الله عليهم لاسترحنا من هؤلاء جميعاً . وقد دارت بيني وبين السيّد محمّد باقر الصدر في تلك الأّيام حوارات عديدة ، وكنت أسأله عن كلّ صغيرة وكبيرة من خلال ما عرفته من الأصدقاء الذين حدّثوني عن كثير من عقائدهم ، وما يقولونه في الصحابة رضي الله عنهم ، وما يعتقدونه في الأئمة الاثني عشر علي وبنيه ، وغير ذلك من الأشياء التي نخالفهم فيها .