responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 316


[ التفضيل بين الخلفاء ] قلت : إنّ علماءنا علّمونا أنّ أفضل الخلفاء على التحقيق سيدنا أبو بكر الصديق ، ثُمّ سيدنا عمر الفاروق ، ثُمّ سيدنا عثمان ، ثُمّ سيدنا علي رضي الله تعالى عنهم أجمعين ؟
سكت السيّد قليلا ، ثمّ أجابني : لهم أن يقولوا ما يشاؤون ، ولكن هيهات أن يثبتوا ذلك بالأدلّة الشرعيّة . ثمّ إنّ هذا القول يخالف صريح ما ورد في كتبهم الصحيحة المعتبرة ، فقد جاء فيها : إنّ أفضل الناس أبو بكر ، ثمّ عمر ، ثمّ عثمان ، ولا وجود لعلي بل جعلوه من سوقة الناس ، وإنّما ذكره المتأخرون استحباباً لذكر الخلفاء الراشدين [1] .



[1] بعد تغلّب المروانيين على دفة الحكم وما صنعوه من الجرائم ، تحقق عياناً السبب في عدم رؤية النبي ( صلى الله عليه وآله ) ضاحكاً إلى أن قُبض لما رأى في الرؤيا بني مروان ينزون على منبره نزو القردة . ( المستدرك للحاكم 4 : 480 وصححه وكذلك الذهبي ) . وكان عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) هو المظلوم الحقيقي في تلك الفترة حيث سُبّ ولعن على المنابر ، قال ابن تيمية في منهاج السنة 6 : 201 " وقد كان من شيعة عثمان من سب علياً ويجهر بذلك على المنابر وغيرها ; لأجل القتال الذي كان بينهم وبينه " . وحتّى كانوا لا يعدونه من الخلفاء وكانوا يرمون من ساوى بينه وبين عثمان بالتشيع ( السنة للخلال : 394 ح 564 ) واستمر هذا إلى زمن أحمد ابن حنبل ، وهو الذي حاول كسر هذا الطوق - فله الشكر من هذه الجهة - . كان أحمد بن حنبل يتكلم وينظّر ويستدل لاثبات خلافة أمير المؤمنين بعد عثمان ، قال : عليّ عندي خليفة ، يقيم الحدود ، ويقال له أمير المؤمنين ولا ينكر ، ثمّ قال للراوي : اكتب هذا فإنّه يقوي من ذهب إلى أنّ علياً خليفة ( السنة للخلال : 415 ح 619 ) وطبعاً كان يرى الاستنكار والاعتراض ، يقول عبد الملك بن عبد الحميد الميموني : قلت لأبي عبد الله ( أحمد بن حنبل ) : فإنّا وبعض أخوتي هوذا ، نعجب منك في ادخالك علياً في الخلافة . قال : فأيش أصنع ، وأيش أقول بقول عليّ رحمه الله : أنا أمير المؤمنين ، ويقال له : يا أمير المؤمنين ، ويحج بالناس والموسم وتلك الأحكام والصلاة بالناس . قلت : فما تصنع وما تقول في قتال طلحة والزبير إيّاه وتلك الدماء ؟ قال : ما لنا وما لطلحة والزبير وذكر ذا . . . " ( السنة للخلال : 426 ح 646 ) . وقال ابن تيمية الحراني في معرض كلامه عن قتال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) للبغاة قال : " . . وبهذا احتجوا على الإمام أحمد في ترك التربيع بخلافته فإنّه لما أظهر ذلك قال له بعضهم : إذا قلت كان إماماً واجب الطاعة ففي ذلك طعن على طلحة والزبير حيث لم يطيعاه بل قاتلاه ؟ ! فقال لهم أحمد : إنّي لست من حربهم في شيء . . . ولكن اعتقاد خلافته وإمامته ثابت بالنصّ ، وما ثبت بالنصّ وجب اتباعه وان كان بعض الأكابر تركه . . " مجموعة الفتاوى الكبرى 4 : 270 . وبلغ الانكار على أحمد في ذلك حتّى إنّه كان يفحش على من لم يقل أنّ علياً خليفة ويبدعه قال ابن تيمية : " المنصوص عن أحمد تبديع من توقف في خلافة علي ، وقال : هو أضل من حمار أهله ، وأمر بهجرانه ، ونهى عن مناكحته . . " مجموعة الفتاوى الكبرى 4 : 269 ( السنة للخلال : 419 ح 626 ) ، وكذلك كان عمه يقول بحضرته : " هؤلاء الفساق الفجار الذين لا يثبتون إمامة عليّ . . . وأحمد ساكت يبتسم " ( السنة للخلال : 427 ح 648 ) . وسئل مرة : يا أبا عبد الله من قال : أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ أليس هو عندك صاحب سنة ؟ قال : بلى لقد روي في عليّ رحمه اللّه ما تقشعر - أظنه الجلود - قال ( صلى الله عليه وآله ) : " أنت منّي بمنزلة هارون من موسى . . . " ( السنة للخلال : 407 ح 602 ) . طبعاً لم يُعترض على أحمد حينما أثبت خلافة عليّ بعد عثمان فحسب ، بل اعترض عليه أيضاً بعد ما اظهر التربيع في التفضيل بين الخلفاء ، يقول الراوي : " دخلت على أبي عبد الله أحمد بن حنبل حين أظهر التربيع بعليّ ، فقلت : يا أبا عبد الله ، إنّ هذه اللفظة توجب الطعن على طلحة والزبير . . . " ( شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي 8 : 1475 ح 2670 ) .

316

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست