responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 262


يطوفون حول الضريح باكين مقبّلين أركانه وقضبانه ، بينما يصلّي البعض الآخر قرب الضريح ، واستحضرت في خاطري حديث الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " [1] .



[1] صحيح البخاري 1 : 110 ، كتاب الصلاة ، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية . وهذا الحديث ليس على ظاهره الذي فهمه التيجاني وغيره من أهل السنة ، لأنّ علماء السنة أوضحوا المراد من الحديث فقال في تحفة الأحوذي 2 : 226 : " تنبيه : قال في مجمع البخاري : وحديث لعن اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد كانوا يجعلونها قبلة يسجدون إليها في الصلاة ، قالوا وأما اتخاذ مسجداً في جوار صالح أو صلى في حضيرة قاصداً بها الاستظهار بروحه أو وصول أثر من آثار عبادته إليه ، لا التوجه نحوه والتعظيم له ، فلا حرج فيه ، ألا يرى مرقد إسماعيل في الحجر في المسجد الحرام والصلاة فيه أفضل . وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي في اللمعات في شرح هذا الحديث : لما أعلمه الله بقرب أجله فخشي أن يفعل بعض أُمته بقبره الشريف ما فعلته اليهود والنصارى بقبور أنبيائهم ، فنهى عن ذلك . قال التوريشتي : هو مخرج على الوجهين : أحدهما : كانوا يسجدون لقبور أنبيائهم ، تعظيماً لهم ، وقصد العبادة في ذلك . وثانيهما : إنهم كانوا يتحرون الصلاة في مدافن الأنبياء والتوجه إلى قبورهم في حالة الصلاة والعبادة لله ، نظراً منهم أن ذلك الصنيع أعظم موقعاً عند الله لاشتماله على الأمرين : عبادة ومبالغة في تعظيم الأنبياء ، وكلا الطريقتين غير مرضية . . " . وقال البكري في إعانة الطالبين : 2 : 151 : " اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد . أي : بصلاتهم إليها . قال البجيرمي : ودلالة هذا على المدعى إنّما هي بطريق القياس ، لأنّ اليهود والنصارى كانوا يصلون المكتوبة لقبور الأنبياء . . " . وفي تنوير الحوالك للسيوطي : 189 : " قال ابن عبد البّر قيل معناه : النهي عن السجود على قبور الأنبياء . وقيل : النهي عن اتخاذها قبلة يصلّى إليها " . وفي سبل السلام 1 : 153 : " قال البيضاوي : لمّا كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور أنبيائهم ، تعظيماً لشأنهم ، ويجعلونها قبلة يتوجّهون في الصلاة نحوها ، اتخذوها أوثاناً ، لعنهم ، ومنع المسلمين من ذلك . قال : وأمّا من اتخذ مسجداً في جوار صالح ، وقصد التبرك بالقرب منه ، لا لتعظيم له ، ولا لتوجه نحوه ; فلا يدخل في ذلك الوعيد . . " . ومن الواضح أنّ الشيعة لا تصلي إلى قبور الأنبياء والصالحين ولا تتوجه إليهم في الصلاة ، وإنّما تصلي قرب مراقدهم كصلاة الحاج في المسجد الحرام مع أنّه فيه مرقد إسماعيل ( عليه السلام ) .

262

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست