الإسلامية المشهورة التي خلّفها العبّاسيون وعلى رأسهم هارون الرشيد ، ولكن . أولا : إمكانياتي المادية محدودة وقد رتّبتها لأداء العمرة . ثانياً : إنّ جواز السفر الذي أحمله لا يسمح لي بالدخول للعراق . قال : أوّلا : عندما قلت لك أدعوك لزيارة العراق فذلك يعني أنّي أتكفّل بتغطية نفقات سفرك من بيروت إلى بغداد ذهاباً وإياباً ، وإقامتك بالعراق ستكون معي في بيتي فأنت ضيفي . وثانياً : بالنسبة للجواز الذي لا يسمح لك بالدخول للعراق ، فلنترك ذلك إلى الله سبحانه وتعالى ، فإذا قدّر لك أن تزور فسوف يكون ذلك حتّى بدون جواز سفر ، سوف نحاول الحصول على تأشيرة للدخول فور وصولنا إلى بيروت . فرحت كثيراً بهذا العرض ، ووعدت صاحبي بأن أرد عليه الجواب غداً إن شاء الله تعالى . خرجت من غرقة النوم وصعدت إلى سطح الباخرة أتنفس الهواء الجديد ، وأنا أفكّر تفكيراً جديداً ، وعقلي شارد في البحر الذي ملأ الآفاق ، وأسبّح بحمد ربّي الذي خلق الأكوان ، وأحمده وأشكره على أن أوصلني إلى هذا المكان ، وأسأله سبحانه وتعالى أن يحميني من الشرّ وأهله ، ويحفظني من الزلل والخطأ . وسرح تفكيري وأنا أستعرض شريطاً أمام عينيّ للأحداث التي عشتها ، والسعادة التي تذوقتها من طفولتي إلى ذلك اليوم ، وأحلم بمستقبل أفضل ، وأشعر كأنّ الله ورسوله يحيطانني بعناية خاصّة ، فالتفتّ صوب مصر التي ما زالت بعض شواطئها تتراءى من حين لآخر ، مودّعاً تلك الأرض التي فيها قبّلت قميص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهي أعزّ ما بقي عندي من تلك الذكريات التي عشتها في مصر ، وعدت أستعرض كلام الشيعي الجديد الذي أدخل عليّ فرحاً كبيراً لتحقيق حلم كان يراودني منذ صغري ألا وهو زيارة العراق ، تلك البلاد