قلنا له : ربّ عذر أقبح من ذنب ، فكيف لا تعرف عنّا أيّ شيء ومع ذلك تكتب عنّا كُلّ شيء قبيح ؟ ! ثُمّ أضاف قائلا : يا أخي ، نحن إذا حكمنا بخطأ اليهود والنّصارى من خلال القرآن الكريم ، وإن كان هو عندنا الحجّة البالغة بالنسبة لنا ، فهم لا يعترفون به ، وتكون الحجّة أقوى وأبلغ عندما نبيّن خطأهم من خلال كتبهم التي يعتقدونها ، وذلك من باب : " وشهد شاهد من أهلها " . نزل كلامه هذا على قلبي نزول الماء الزلال على قلب العطشان ، ورأيتني أتحوّل من ناقد حاقد إلى باحث فاقد ، لأنّني أحسست بمنطق سليم وحجّة قويّة ، وما عليّ لو تواضعت قليلا وأصغيت إليه ! قلت له : أنت إذاً ممّن يعتقدون برسالة نبيّنا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ أجاب : وكُلّ الشيعة مثلي يعتقدون ذلك ، وما عليك يا أخي إلاّ أن تتحقق من ذلك بنفسك حتّى تكون على بيّنة من الأمر ، ولا تظنّ بإخوانك الشيعة الظنونا لأن ( بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) [1] . وأضاف قائلا : وإذا كنت فعلا تريد معرفة الحقيقة وتطلع عليها بعينيك ويستيقن بها قلبك ، فأنا أدعوك لزيارة العراق والاتصال بعلماء الشيعة وعوامّهم ، وستعرف عند ذلك أكاذيب المغرضين والحاقدين . قلت : إنّها أمنيتي أن أزور العراق في يوم من الأيّام ، وأتعرف على آثارها