responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 234


لقاء في الباخرة وسافرت إلى الإسكندريّة في اليوم المقرّر حسب حجز المكان في الباخرة المصريّة التي تسافر إلى بيروت ، ووجدت نفسي مرهقاً متعباً جسديّاً وفكريّاً ، وأنا ملقى على السرير المخصّص لي ، فنمت قليلا وكانت الباخرة قد أبحرت منذ ساعتين أو ثلاثة ، واستيقظت على صوت مجاوري وهو يقول : " يبدو أن الأخ متعبٌ " ؟
قلت : نعم ، أتعبني السفر من القاهرة إلى الإسكندريّة ، وقد بكرت للوصول على الموعد ، فلم أنم البارحة إلاّ قليلا .
وفهمت من لهجته أنّه غير مصري ، ودفعني فضولي كعادتي إلى أن أتعرّف عليه ، فعرّفته نفسي وعرفت أنّه عراقي ، وهو أستاذ في جامعة بغداد اسمه ( منعم ) [1] ، وقد جاء إلى القاهرة لتقديم أطروحة الدكتوراه في الأزهر .
وبدأنا الحديث عن مصر ، وعن العالم العربي والإسلامي ، وعن هزيمة العرب وانتصار اليهود ، والحديث ذو شجون ، قلت في معرض كلامي : إنّ سبب الهزيمة هو انقسام العرب والمسلمين إلى دويلات وإلى طوائف ومذاهب متعددة ، ورغم كثرة عددهم فلا وزن لهم ولا اعتبار في نظر أعدائهم .
وتكلّمنا كثيراً عن مصر والمصريين ، وكنّا متّفقين على أسباب الهزيمة ، وأضفت بأنّني ضد هذه الانقسامات التي ركّزها الاستعمار فينا ليسهل عليه احتلالنا وإذلالنا ، ونحن ما زلنا نفرّق بين المالكية والأحناف ، ورويت له قصة مؤسفة وقعت لي عندما دخلت إلى مسجد أبي حنيفة في القاهرة ، وصليت معهم صلاة العصر جماعة ، فما راعني بعد الصلاة إلاّ والرجل الذي كان قائماً



[1] انظر بعض المعلومات عنه في الصفحة 41 من هذا الكتاب .

234

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست