responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 235


بجانبي يقول لي في غضب : " لماذا لا تكتف يديك في الصلاة " ؟ فأجبته بأدب واحترام أنّ المالكية يقولون بالسدل وأنا مالكي ، فقال لي : " إذهب إلى مسجد مالك وصلّ هناك " ، فخرجت مستاءً ناقماً على هذا التصرف الذي زادني حيرة على حيرتي .
وإذا بالأستاذ العراقي يبتسم ويقول لي إنّه هو الآخر شيعي ، فاضطربت لهذا النبأ وقلت غير مبال : لو كنت أعلم أنّك شيعي لما تكلّمت معك !
قال : ولماذا ؟
قلت : لأنّكم غير مسلمين ، فأنتم تعبدون عليّ بن أبي طالب ، والمعتدلون منكم يعبدون الله [1] ، ولكنّهم لا يؤمنون برسالة النبي محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ويشتمون



[1] أحمد أمين : فجر الإسلام : 269 ، يذكر فيه تأليه الغلاة من الشيعة لعليّ ( عليه السلام ) ، ويذكر أسباب ذلك . وقد حاول عثمان الخميس في كتابه كشف الجاني : 48 المغالطة فذكر أن أحمد أمين ذكر الشيعة الاثني عشرية ولم ينسب لها القول بألوهية علي ! ! وهذا الكلام من عثمان الخميس فيه تلبيس وتمويه على القارئ ; لأنّ أحمد أمين ذكر الشيعة عموماً ، ثمّ قسمهم في كتابه إلى مغالين وغير مغالين ، وذكر بأنّ المغالين يقولون بألوهية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . وبعد أن ذكر أحمد أمين مفهوم كلمة الشيعة وكيفية نشأتها بيّن فرق الشيعة وأن منهم الاثني عشرية . فذكره الاثني عشرية وعدم اتهامه لهم بعبادة علي بن أبي طالب لا ينافي ذكره لعموم الشيعة وأن منهم المغالي وغير المغالي ، وهذه مغالطة من عثمان الخميس . ومنعم ذكر للتيجاني أنّه شيعي ، ولم يقل له أنا شيعي واثني عشري ، ومجرد أن سمع التيجاني لفظ الشيعي اتهمه بأن بعضهم يعبدون علياً ، وأن أحمد أمين ذكر ذلك في كتابه واليك عبارة أحمد أمين قال : " ولم يكتفِ غلاة الشيعة بهذا القدر في علي ، ولم يقتنعوا بأنّه أفضل الخلق بعد النبي ، وأنّه معصوم ، بل ألهوه ، فمنهم من قال . . . " فجر الإسلام : 269 . فلا يوجد كذب في كلام المؤلف ، وإنمّا التمويه والتلاعب بالألفاظ في كلام عثمان الخميس . مضافاً إلى أنّ عموم أهل السنة يجهلون الشيعة جهلاً مطلقاً ، ويجهلون فرق الشيعة وطوائفهم وعقائدهم التي يعتقدوها ويدنون بها ، وهذا بيّن في علماء أهل السنة فضلاً عن عوامهم أو مثقفيهم الذين لم يطلعوا على المذاهب والفرق وكيفية نشأتها وفرقها ومعتقدها ، فهذا عثمان الخميس وهو يدعي أنّه متخصص في دراسة المذاهب الإسلامية وخصوصاً الشيعة من يطالع أبحاثه وأشرطته يراه شديد الجهل بالشيعة ومذاهبهم وطوائفهم فضلاً عن عقائدهم ، فهاهو في كتابه كشف الجاني - بغض النظر عن التدليس والكذب الذي حواه أو استدعاه أسلوب الرد على اتباعه - تراه ينسب إلى الشيعة أشياء ما انزل الله بها من سلطان ، ولم تقلها الشيعة ولم يعتقد بها ، ومثالاً على جهله ما ذكره حول منع تسليم أبي بكر فدك لفاطمة سلام الله عليها فقال عثمان الخميس : بأنّ الشيعة ترى أنّ المرأة لا تورث فكيف تطالب فاطمة بإرثها من أبيها ! ! وهذا من المضحكات ، لأنّ الشيعة لا تقول بأنّ المرأة لا ترث من العقار وإنّما تقول بأنّ الزوجة لا ترث من العقار - على خلاف في ذلك - ، وأما البنت فهي ترث من كلّ ما ترك أبيها ، وفاطمة سلام الله عليها هي بنت النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) فهي ترث من أبيها من كُلّ ما ترك ، ومن تركته فدك ! ! فإذا كان هذا حال الباحث المتخصص فما بالك بعوامّ السنة ومثقفيهم الذين ليس لهم باع في ذلك ؟ ! فإنّ جهلهم كبير وعدم اطلاعهم واضح ، والتيجاني لم يكن يعرف عن الشيعة شيئاً وإنّما كان صاحب معلومات عامّة أخذها من أحمد أمين وغيره ، فلذلك عندما سمع باسم الشيعة قال بأنّ الشيعة غلاة ، وأنهم يؤمنون بعبادة علي ( عليه السلام ) وخيانة جبرئيل وغير ذلك ، فما حاول عثمان الخميس ذكره أوقعه في متاهات ظلماء ، وتخبطات عمياء نسأل الله السلامة منها !

235

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست