بالآية الكريمة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) [1] صدق الله العظيم . وعرفت قدري ، وامتثلت للأوامر والنصائح ، وقرّبني الشيخ منه أكثر ، وأقمت عنده ثلاثة أيّام كنت أسأل خلالها أسئلة عديدة بعضها للاختبار - وكان الشيخ يعرف ذلك منّي - فيجيبني قائلا : بأنّ للقرآن ظاهراً وباطناً إلى سبعة أبطن ، كما فتح لي خزانته وأطلعني على كرّاسه الخاصّ ، والذي فيه سلسلة الصالحين والعارفين ، مسندة ومتّصلة منه إلى أبي الحسن الشاذلي مروراً بعدة أولياء مذكورين إلى أن يصل السند إلى الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي الله عنه . ولا يفوتني أن أذكر هنا بأنّ الحلقات التي يقيمونها كانت روحيّة ، إذ يفتتحها الشيخ بقراءة ما تيسّر من كتاب الله المجيد تلاوة وتجويداً ، ثُمّ بعد فراغه يبدأ بمطلع القصيدة ويتبعه المريدون الذين يحفظون المدائح والأذكار ، وأكثرها ذمّ للدنيا وترغيب في الآخرة ، وفيها زهد وورع . بعد ذلك يعيد المريد الأوّل الجالس على يمين الشيخ قراءة ما تيسّر من القرآن ، وعندما يقول صدق الله العظيم يبدأ الشيخ مطلعاً من قصيدة جديدة ويشارك الجميع في انشادها ، وهكذا يتناوب الحاضرون ولو بآية واحدة يشاركون بها إلى أن يأخذ الحال الحاضرين ، فيتمايلون يميناً وشمالا على رنّات تلك المدائح ، إلى أن ينهض الشيخ وينهض معه المريدون ، فتكون حلقة هو قطبها ، ويبدؤون بذكر اسم الصدر قائلين : آه . آه . آه . آه . والشيخ يدور وسطهم متوجهاً في كلّ مرة إلى واحد منهم حتّى يحمى الوطيس ، وتصبح الحركات والشطحات شبيهة بدق الطبول ، ويقفز البعض في