ويقولون أيضاً : " لا بدّ لك من شيخ يريك شخوصها وإلاّ فنصف العلم عندك ناقص " ، وبشروني بأنّ " صاحب الزمان " ويقصدون به الشيخ إسماعيل قد اصطفاني من بين الناس لأكون من خاصّة الخاصّة . وطار قلبي فرحاً لهذا الخبر ، وبكيت تأثراً لهذه العناية الربّانية التي ما زالت ترفعني من مقام سام إلى ما هو أسمى ، ومن حسن إلى ما هو أحسن ، لأنّني اتبعت فيما مضى من حياتي سيدي الهادي الحفيان ، وهو شيخ متصوف يحكى عنه عدة كرامات وخوارق ، وصرت من أعزّ أحبائه ، كما صاحبت سيدي صالح بالسّائح ، وسيدي الجيلاني وغيرهم من أهل الطرق المعاصرين ، وانتظرت ذلك اللقاء بفارغ الصّبر . ولمّا دخلت بيت الشيخ كنت أتفرّس الوجوه بلهفة ، وكان المجلس مليئاً بالمريدين وفيهم مشايخ ، يرتدون لباساً ناصِعَ البياض ، وبعد مراسم التحية خرج علينا الشيخ إسماعيل وقام الجميع يقبّلون يده باحترام فائق ، وغمزني الوكيل بأنّ الشيخ هو ذا ، فلم أبد حماساً ; لأنّني كنت منتظراً غير الذي رأيت ،