responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 216


محتشدة في المحطّة يتقدّمهم شيخ الطريقة العيساوية وشيخ التيجانية وشيخ القادرية بالطبول والبنادير [1] .
وطافوا بي شوارع المدينة مهلّلين ومكبّرين ، وكُلّما مررنا بمسجد أوقفوني على عتبته بعض الوقت ، والناس من حولي يتسابقون لتقبيلي وخصوصاً الشيوخ المسنّين كانوا يلثمونني وهم يبكون شوقاً لرؤية بيت الله ، والوقوف على قبر رسوله ، وهم لم يعتادوا رؤية حاج في مثل عمري ، كما لم يروا هذا في قفصة قبلي .
وعشت أسعد أيّام حياتي في ذلك الوقت ، وقد جاء إلى بيتنا أشراف المدينة وكبراؤها يسلّمون مهنئين وداعين ، وكثيراً ما كان يطلب منِّي قراءة الفاتحة مع الدّعاء بحضرة والدي ، فكنت أخجل حيناً وأتشجع أحياناً ، وكانت والدتي في كُلّ مرة تدخل بعد خروج الزّائرين لإطلاق البخور والتعاويذ لحمايتي من شّر الحاسدين ، ودفع كيد الشياطين .
وإقام والدي ثلاث ليال متواليات للحضرة التيجانية يذبح في كُلّ يوم كبشاً للوليمة ، وكان الناس يسألونني عن كُلّ كبيرة وصغيرة ، وكانت أجوبتي كلّها تنطوي على الكثير من الإعجاب والإطراء على السعوديين ، وما يقومون به لنشر الإسلام ونصرة المسلمين .
ولقبني سكان المدينة " بالحاج " فإذا أطلق هذا الاسم لا ينصرف إلاّ إليّ ، وأصبحت بعد ذلك معروفاً أكثر ، وخصوصاً في الأوساط الدينية كجماعة الإخوان المسلمين ، فكنت أطوف في المساجد ، وأنهى الناس عن تقبيل الأضرحة والتمسّح بالأخشاب ، وأحاول جهدي إقناعهم بأنّ ذلك شرك بالله .



[1] البنادير : مفرده بندير ، وهو طبل مثل الدفّ يستعمله الصوفية للمدائح والأذكار والشطح ، ويقال : إنّ سيدي عبد السّلام الأسمر أوّل من استعمله ، وقد نزل بنديره من السماء ؟ ! ( المؤلف ) .

216

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست