responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 215


لذلك ظننت أنّ الله هو الذي ناداني وأحاطني بعنايته ، وأوصلني إلى ذلك المقام الذي تموت الأنفس دون الوصول إليه حسرة ورجاء ، فمن أحق بالتلبية منّي ، فكنت أبالغ في الطواف والصلاة والسعي وحتّى في شرب ماء زمزم ، والصعود إلى الجبال حيث تتسابق الوفود للوصول إلى غار حراء فوق جبل النور ، فلم يسبقني إليه غير شابّ سوداني فكنت " ثاني اثنين " ، وتمرّغت فيه وكأنّي أتمرّغ في حجر الرسول الأكرم وأشمّ أنفاسه . . يا لها من صور وذكريات تركت في نفسي أثراً عميقاً سوف لن يمحى أبداً !
عناية ربّانية أُخرى جعلت كُلّ من يراني من الوفود يحبّني ويطلب عنواني للمراسلة ، وقد أحبّني رفاقي الذين احتقروني في أوّل لقاء جمعنا في تونس العاصمة لترتيب السفر ، وأحسست ذلك منهم ، وصبرت لعلمي مسبقاً بأنّ أهل الشمال يحتقرون أهل الجنوب ويعتبرونهم متخلّفين ، وسرعان ما تغيّرت نظرتهم خلال السّفر والمؤتمر والحجّ ، وقد بيّضت وجوههم أمام الوفود بما كنت أحفظه من أشعار وقصائد ، وبما أحرزته من جوائز في المسابقات التي أُقيمت بالمناسبة ، وقد عدتُ إلى بلادي ومعي أكثر من عشرين عنواناً لأصدقاء من مختلف الجنسيّات .
كانت إقامتنا في السعودية خمسة وعشرين يوماً ، كنّا نلتقي فيها بعلماء ونستمع إليهم في محاضراتهم ، وقد تأثرت ببعض المعتقدات الوهابية التي أعجبت بها ، وتمنّيت أن يكون المسلمون عليها ، وظننت في تلك الفترة بأنّ الله اصطفاهم من بين العباد لحراسة بيته الحرام ، فهم أطهر وأعلم خلق الله على وجه الأرض ، وقد أغناهم الله بالبترول ليتمكّنوا من خدمة الحجيج ضيوف الرحمن ، والسهر على سلامتهم .
وعند رجوعي من الحجّ إلى بلادي ، كنت مرتدياً اللّباس السعودي بالعقال ، وفوجئت بالاستقبال الذي أعدّه لي والدي ، فكانت جموع من الناس

215

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست