شرب لم يظمأ أبداً ، ليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفونني يحال بيني وبينهم فأقول : أصحابي ، فيقال إنّك لا تدري ما أحدثوا من بعدك ، فأقول سحقاً سحقاً لمن غيّر بعدي " ، وفي رواية أخرى : " فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النّعم " [1] . * * أمّا قولكم : " إذا كانت الخلافة من حقّ علي لماذا لم يحارب من أجلها " فقد سبّق أن أجبتكم عليه وأزيدكم هنا ما أخرجه الطّبري في الرّياض النّضرة ، وهو من علماء أهل السنّة والجماعة قال : استدعى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليّاً في مرض موته وعانقه وبكى ثم قال : " إن لك ضغائن في صدور القوم سيظهرونها لك من بعدي ، فإن جاؤوك وبايعوك فاقبل ، وإلاّ فاصبر حتّى تلقاني مظلوماً " [2] ، ثم بعد هذا أحيلك على جواب الإمام علي نفسه قال في نهج البلاغة في الخطبة الشّقشقيّة . " أمّا والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ، وإنه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرَّحى ، ينحدر عنّي السّيل ، ولا يرقى إليّ الطير ، فسدلت دونها ثوباً ، وطويت عنها كشحاً ، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصّغير ، ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه ، فرأيت أن الصّبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهباً . . . " [3] إلى آخر الخطبة ، أطلب منكم قراءتها يا
[1] مسند أحمد 5 : 333 ، صحيح البخاري 7 : 207 ، كتاب الرقاق ، صحيح مسلم 7 : 66 ، كتاب الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا ، سنن النسائي 4 : 168 ، كتاب السنة : 331 ، مسند أبي يعلى الموصلي 13 : 525 ، صحيح ابن حزيمة 3 : 199 ، المعجم الكبير 6 : 143 . [2] نحوه في مجمع الزوائد 9 : 118 ، المعجم الكبير 11 : 61 ، الكامل لابن عدي 7 : 173 ، تهذيب الكمال 23 : 240 ، ميزان الاعتدال 3 : 355 و 4 : 480 . [3] نهج البلاغة 1 : 31 الخطبة الشقشقية .