حضرة الدكتور في شرح محمّد عبده شيخ الأزهر ( ولعلّكم ما قرأتم من نهج البلاغة شيئاً ) . أمّا قولكم بأن الصّحابة هم كلّ من صاحب الرّسول في حياته بعد الإسلام فنحن موافقون على ذلك ، ولم نسمع أحداً قال بأنهم الخلفاء الأربعة فقط ، وإذا أردتم الرّجوع إلى كتاب " ثمّ اهتديت " فستجدون بأني نقلت في حادثة الغدير أنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جمع ما يزيد عن مائة ألف صحابي فقال لهم : " ألستم تشهدون أنّي أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه " [1] . وهذا الحديث يا حضرة الدكتور يجرّنا للبحث عن الموالين لعلي فنواليهم والمعادين له فنعاديهم لأن الله سبحانه يأمرنا بقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [2] . أمّا سؤالكم الأخير الذي جاء فيه : إذا كان عمر بهذا السّوء وقلّة الإيمان بالإسلام ، فكيف كان من العشرة المبشّرين بالجنّة ؟ فأطلب منكم يا حضرة الدكتور أن تشغلّوا المادّة الشخمة في عقلكم فستكتشفون بأنّه حديث مكذوب لا أساس له من الصحّة ، وأعطيكم دليلاً واحداً رَوماً للاختصار ، ولو طلبتم منّي المزيد فسأكون إن شاء الله تحت الطّلب .
[1] حديث الغدير من الأحاديث المتواترة التي تقدم بيانها وارجع إلى مسند أحمد 1 : 84 و 118 و 119 و 152 و 331 و 4 : 281 و 5 : 347 ، سنن ابن ماجة 1 : 45 ، سنن الترمذي 5 : 297 ، المستدرك للحاكم 3 : 109 ، مجمع الزوائد 7 : 17 ، فتح الباري 7 : 61 ، المصنف 11 : 225 ، المصنف لابن أبي شيبة 7 : 495 ، كتاب السنة : 552 ، السنن الكبرى 5 : 108 . [2] سورة التوبة : 23 .