الصّحابة هم كلّ من صاحب الرّسول في حياته بعد الإسلام وليس عمر وأبا بكر وعثمان وعلياً فقط . إذا كان عمر بهذا السّوء وقلّة الإيمان بالإسلام وبالرّسول فكيف كان من العشرة المبشّرين بالجنّة " ؟ انتهت الرّسالة الموجّهة من قبلكم . * الجواب : قلنا في ما سبق أنّه ليس من حقّنا محاسبة عمر بن الخطّاب أو أي واحد من النّاس على صدق إيمانه أو على أفعاله ; لأنّ الحساب يترتّب عليه الثّواب والعقاب ، فإن كان محسناً فلا نقدر على ثوابه وجزائه ، وإن كان مسيئاً فلا نقدر على أذيته أو عقابه ، والذي يقدر على كلّ ذلك هو الله وحده لا شريك له هو القائل : ( إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ) [1] . ( وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْس مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) [2] . ولكن يا سيادة الدكتور يجب عليكم أن تفرّقوا بين الحساب والمعرفة ، فنحن إذا ما بحثنا في سيرة الرجال وماذا فعلوا وماذا قالوا وكيف كانت معيشتهم وعلاقاتهم وحربهم وسلمهم ؟ فلا يسمّى ذلك محاسبتهم كما لا يخفى على العقلاء وأنتم لا شكّ منهم . فقد بحث العلماء من قبل في سيرة الرجال وخصوصاً منهم المحدّثين من الصّحابة والتّابعين حتّى سمّوهم أئمة الجرح والتعديل ، لأنّهم وحسب ما وصلت إليهم من أخبار عدّلوا البعض وجرحوا البعض الآخر فيقولون مثلاً : فلان كذّاب أو مدلّس أو فاسق أو ليس بثقة أو غير صادق أو ضعيف الإيمان أو زنديق الخ . .
[1] سورة الغاشية : 26 - 25 . [2] سورة البقرة : 281 .