ولذلك قال موسى ( عليه السلام ) : ( رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي ) [1] ، ولم يتكلّم على الرّجليْن الصّادقيّن اللذين أرادا أن يدخلا مع موسى إلى الأرض المقدّسة . فهل تقولون يا حضرة الدكتور بأن موسى فشل في رسالته ؟ أو أنّه فشل في تربية أصحابه ؟ وهذا إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) يسأل الملائكة عن مهمّتهم التي كُلِّفوا بتنفيذها : ( قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْم مُّجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِين مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ * فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْت مِّنَ الْمُسْلِمِينَ ) [2] . فهذه قرية بأسرها لقوم لوط ليس فيها غير بيت واحد من المسلمين فهل تقولون بأنّ لوطاً فشل في تأدية رسالته يا سيادة الدكتور ؟ وهذا محمّد رسول الله وخاتم النبيين الذي بعثه الله رحمة للعالمين يشتكي إلى ربّه قائلاً بأنّ قومه ابتعدوا عن كتاب الله : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) [3] . فهل تقولون بأنّ محمّداً فشل في رسالته ، أو أن القرآن فشل في التّأثير على سامعيه وإقناعهم كما جاء ذلك في رسالتكم يا سيّدي الطّبيب ؟ * * وجاء في آخر رسالتكم : " صدق إيمان عمر بن الخطّاب يحاسبه عليه الله وليس البشر ، فلا داعي للاختلاف على شئ ليس من اختصاصنا ويدعو إلى تفرقة المسلمين . إذا كانت الخلافة حقّ علي لماذا لم يحارب من أجلها وقد قال الرّسول : " من دافع عن ماله ومات فهو شهيد " ؟
[1] سورة المائدة : 25 . [2] سورة الذّاريات : 31 - 36 . [3] سورة الفرقان : 30 .