آرائهم بين العامّة من القرن الأول للهجرة النّبوية ، ونتج عن ذلك اختلاف المذاهب والفرق والملل والنّحل ، ونشأ من ذلك ما يسمّى بالمدارس الكلامية . أمّا قولكم بحصر الخلافات بين فئة صغيرة عالمة ومتعلّمة ، فأنا أوافقكم على ذلك ، وهو ما فعلته بالذّات إذ نشرت تلك الحقائق التي هداني الله إليها في كتاب ، والكتاب كما تعلمون لا يقرأه إلاّ العالم أو المتعلّم أمّا بقيّة الأجناس من العامّة سواء أكانت مبغضة أم محبّة مخلصة أم منافقة فلا يهمّنا من أمرها شئ ، فأمرها كلّه إلى الله ، ولكن علينا أن نقول الحق ولا نغشّهم ، ليهلك من هلك عن بيّنة وينجو من نجا عن بيّنة ( لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) [1] . * * ثم قلتم : " هذا ما يجب أن تدعوا له نشر المحبّة والدعوة لتوحيد الأمة ، وليس نشر الشّتيمة وتفريق الأمة ، فماذا ستجني من هذا ؟ هل تستطيع أن تعيد الخلفاء الرّاشدين وتعيد ترتيب الخلافة كما تشاء ؟ فإن كنت تستطيع ذلك فأنا سأكون من المسرورين وليس من المعارضين لعليّ بأن يكون الخليفة الأول وليس الرّابع ، وهذا سبب غضبك الشّديد ترتيب درجة الخلافة لعلي . . . " * الجواب : سامحك الله يا دكتور فهل كانت دعوتي إلاَّ لنشر المحبّة والإخوّة الإسلامية بأن يتمسّك المسلمُون بالعترة الطّاهرة التي هي ضمان لهداية الأمَّة ، وقد مثّلهم رسول الله بسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ؟ وهل جئت بنظريّة جديدة من تأليفي وابتكاري ؟ كلا يا سيادة الطّبيب لم أقل إلاّ قول الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الثّابت الصّحيح ، ولم اشتم أحداً سوى ما أخرجتُه من أقوال المحدّثين المعتمدين عند أهل السنّة والجماعة .