* الجواب : يا عزيزي محمّد موسى أنا أريد الخير للناس كافة ولكم خاصّة لأنكم من علماء الأمة ، ولذلك فإنّ بداية كتابي بداية جيّدة وكذلك نهايته جيّدة ، لا لأنني بحثت عمّا اتّفقت عليه الأمة ، فهذا لم يكن أبداً ، والأمّة لم تتّفق على شئ منذ وفاة نبيّها ، ولكنّي بحثت عن الحقيقة واهتديت إليها بفضل الله ، واكتشفت أنّه لا يمكن لهذه الأُمّة أن تتوحّد وترفع الذلّ والهوان عن كاهلها إلاّ إذا رجعت إلى كتاب الله الكريم وسنّة رسوله العظيم عن طريق أهل البيت ( عليهم السلام ) الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً ، وليس هناك طرق ولا سبل ولا مذاهب إلاّ هذا الطّريق وهو صراط الله المستقيم الذي قصده رسول الله بقوله : " تركت فيكم الثّقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي " [1] أخرجه صحاح أهل السنّة وكذلك الشّيعة . أمّا قولكم : " كلّنا يتّفق على كتاب الله وهو الأصل للأسف . . . " الخ فهو قول غريب فكيف نتّفق على ما به وما اختلف عليه ندعه لأولي الأمر ليخرجوا لنا برأي واحد ؟ فهل عندكم من علم فتخرجوه لنا ! إنكم تتّبعون الظنّ وما تتمنّاه أنفسكم ؟ فإذا كان الصّحابة الأوّلين أصحاب النّبي الذين سمعوه من رسول الله بتفسيره وبيانه قد اختلفوا فيه ، فكيف تطلبون من المعاصرين أن يتّفقوا عليه ؟ ثُمّ تقولون : " ولا يحقّ لهم أن ينشروا اختلاف آرائهم بين العامّة حتّى لا ينشروا البلبلة والتفرقة بين النّاس . . . " فمع الأسف الشّديد يا حضرة الدكتور لقد جاء كلامكم هذا متأخراً جدّاً بعد أربعة عشر قرناً ; لأنّ العلماء نشروا اختلاف
[1] تقدم في طيات صفحات الكتاب تخريج حديث الثقلين ، وهو من الأحاديث المتواترة الذي صرح غير واحد بتواتره وارجع إلى مسند أحمد 3 : 26 ، فضائل الصحابة للنسائي : 15 ، المستدرك للحاكم 3 : 109 ، مجمع الزوائد للهيثمي 9 : 163 ، السنن الكبرى 5 : 45 ، التاريخ الصغير 1 : 303 ، تهذيب الكمال 20 : 148 .