ألم يحذّر أبا بكر نفسه عندما قال له أبو بكر : " ونحن يا رسول الله لماذا لا تشهد لنا وقد آمنّا بك وهاجرنا معك " ؟ ، فقال له : " إنّي لا أدري ماذا تحدثون من بعدي " [1] ؟ ! فإن امتناع الرّسول من الشّهادة لأبي بكر عند الله كما شهد لشهداء أحد فيه دلالة على انقلاب أبي بكر بعد الرّسول كما يفيد حديث النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قوله : " إنّي لا أدري ماذا تحدثون من بعدي " . وإنّ فاطمة سيّدة نساء العالمين التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها ماتت وهي غاضبة على أبي بكر وعمر وتدعو عليهما في كُلّ صلاة تصلّيها . * * وجاء في رسالتكم : " فإن كنا نريد الخير للنّاس فقد كانت بداية كتابك بداية جيّدة ألا وهي البحث عمّا نتّفق عليه ، وليس البحث عمّا نختلف فيه ، حتّى تتوحّد الأمة الإسلامية وترفع الذّل والهوان عن كاهلها ، وكلّنا يتّفق على كتاب الله وهو الأصل للإسلام لنتّفق على ما به ونختلف عليه في تفسيره لمجرّد الحياة العامّة ، لندعه لأولي الأمر من العلماء ليتّفقوا عليه أو يختلفوا بينهم في غرفة واحدة على أن لا يخرجوا للنّاس إلا برأي واحد ، وإلاّ فلا يحقّ لهم أن ينشروا اختلاف آرائهم بين العامّة حتّى لا ينشروا البلبلة والتّفرقة بين النّاس ، فحصر الخلافات بين فئة صغيرة وعالمة متعلّمة أفضل بكثير من نشرها بين العامّة التي بها كُلّ الأجناس عالم وجاهل محبّ وحقود ، مخلص ومنافق . . . " الخ .