وغيرهم ، بالصّحابة الشّاكرين الذين لم ينقضوا عهد النّبي أمثال : عمار بن ياسر ، وسلمان الفارسيّ ، وأبو ذر الغفّاري ، والمقداد بن الأسود ، وخزيمة بن ثابت ذي الشّهادتين ، وأُبي بن كعب وغيرهم " . وأنت كما ترى يا سيادة الطبيب أنيّ ذكرت ستّة من الصّحابةِ المنقلبين وذكرت ستّة من الصّحابةِ الشّاكرين وقلت : وغيرهم ذكرتُ ذلك في الحالتين ، ويعني هذا بأنّ هناك غير هؤلاء الذين لم أذكرهم وهم كثيرون ، فكيف تدّعون بأننّي شكّكت في كلّ من عاش مع الرسول إلاّ علي فهو الاستثناء الوحيد ؟ ! إنّما ذكرتُ الشاكرين ، الذين لم ينقضوا عهد النّبي وذلك حسب ما سجّله المؤرّخون في كتبهم فادّعاؤكم هذا باطل غفر الله لكم . * * ثُمّ قلتم : " فإن كان ذلك صحيحاً وهم الذين حضروا نزول القرآن مباشرة ، ومن لسان رسول الله سمعوا ما لقّنه الوحي مباشرة ، وهذا ما يترك أشدّ الأثر ويلين القلوب المتحجّرة ومع ذلك لم يتأثّروا وظلّوا على قلّة إيمانهم كأنّهم منافقون " . * الجواب : إنّ حسن ظنّكم وصدق إيمانكم يا سيادة الدكتور هو الذي ترككم تتصوّرون هذا التّصور ، وإلاّ فأنتم أخصائيّ في أمراض النّساء والولادة والعقم ، وليس علم النّفس ، وتحجّر القلوب ليس من اختصاصكم يا حضرة الطّبيب ، ومهما علمتم وتعلّمتم فلن تصلوا إلى الحقيقة التي سجّلها ربّ العزّة والجلالة في كتابه المجيد بقوله : ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ) [1] . وقد جاء عن النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إن الله سبحانه استبطأ قلوب المهاجرين بعد سبع عشرة سنة من نزول القرآن فأنزل ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا . . . ) .