فأنا لم أقصد بعنوان كتابي " ثُمّ اهتديت " أي أنّي آمنت بأنّ علياً أحقّ بالخلافة ، إنّما قصدت بأنّي اهتديت إلى صراط الله المستقيم الذي رسمه لعباده المؤمنين عبر القرآن والسنّة المطهّرة ، ولكنّه ضاع بين السّبل وبين مختلف المذاهب التي ابتدعها الظّالمون ، فأصبح كُلّ حزب بما لديهم فرحون . فالمسألة لا تتعلّق بالإيمان بأنّ عليّاً أحقّ بالخلافة بقدر ما هي تحريف للنّصوص الصّريحة من القرآن والسنّة وإبدال شريعة الله باجتهادات البشر في كُلّ أحكامها من العبادات والمعاملات ، فأنا على يقين بأنّ الخلافة قُبرت وأصبحتْ في خبر كان ، والقول بأنّ عليّاً أحقّ بها أو أبا بكر لا يجدي نفعاً ، وإنّما أن نعبد الله سبحانه ونتقرّب إليه بكُلّ العبادات والمعاملات التي افترضها علينا ونرفض كُلّ تحريف وتأويل أدخل على الشّريعة ، فهذا واجب على كلّ مسلم ولا يعذر الجاهل بجهله . * * ثُمّ جاء في رسالتكم : " للأسف كانت وجهة نظر الكاتب مثل محامي الدّفاع الذي يشتم في كلّ قضيّة فليس لديه متّهم برئ ، إنّما كُلّ متّهم فهو مجرم أمامه ، ولقد قام الكاتب بإهانة وشتيمة والشكّ في كُلّ من عاش مع الرّسول وسمع القرآن مباشرة ، إلاّ علي - صلّى الله عليه وسلّم - فهو الاستثناء الوحيد . . . " * الجواب : أطلب منكم يا حضرة الدكتور أن تكونوا منصفين إذا حكمتم ، وما عليكم إلاّ بالرّجوع إلى صفحة 158 من كتاب ( ثُمّ اهتديت ) حتّى تعرفوا بأننّي لم أهن وأشتم ولم أشكّ في كُلّ من عاش مع الرّسول ، إلاّ علي فهو الاستثناء الوحيد كما زعمتم حسب خيالكم سامحكم الله ! فأنا أذكّركم بما قلته حرفيّاً هناك . قلت : " وأبدلتُ الصّحابةَ المنقلبين على أعقابهم أمثال : معاوية ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وأبو هريرة ، وعكرمة ، وكعب الأحبار