الْقُلُوبِ ) [1] وهذه اعتبرها من شعائر الله ; لأنّ الحسين ( عليه السلام ) ركن من أركان هذا الدين السمح الحنيف . . والإمام الحسين ( عليه السلام ) أعطى بموقفه المثل الأعلى في الثبات والصمود والحقّ ، وليس فقط هذا ، بل في إعطاء النفس الطويل بانتصار الدم على السيف وانتصار الحقّ على امتداد الزمن ويكفينا أن الخميني كان يقول : لولا ثورة الحسين ( عليه السلام ) لمّا عرفنا لهذه الثورة طعماً ولا انتصاراً ، وكان شعاره : كلّ أرض كربلاء وكلّ يوم عاشوراء ، وجميع الأحرار في العالم ينادون بشعار الحسين ( عليه السلام ) ويأخذونه مثلاً أعلى يحتذي به ، حتّى قيل : إنّ غاندي كان يأخذ من ثورة الحسين هذا من وجهة نظري ، أنّ هذه الشعائر يجب أن تكون إسلامية بحتة ، أي لا يكون فيها الشغب ، حتّى لا يستغلّه الأعداء ضدّنا ; لأننّي رأيت أهل الغرب بصورة خاصة ، لا يصوّرون الشعائر الحسينيّة على حقيقتها ، إنّما يهتمون فقط بالسيف والضرب والدماء التي تسيل ، ويخرجونها ألوان حمراء في أكفان بيضاء ، ويهتموا بالأطفال الصغار ، في أميركا مثلاً الأب الذي يضرب ابنه براحة يده على وجنته يأخذونه منه ولا يعد يراه أبداً ، فما بالك وهم يرون الآباء يضربون الأبناء بالسيف لتسيل دماؤهم ، فماذا يقولون علينا ! ! بالله عليك كيف نفهمهم أنّ الإسلام حضارة . ووجهة أهل البيت ( عليهم السلام ) وجهة الحقّ ؟ بعضهم يقول : لا يهمّنا إنّ العدو تأثرّ أم لم يتأثرّ ، كيف لا يهمّنا أمر الآخرين أصدقاء أم أعداء ؟ إنّ الإسلام دين رحمة لكلّ البشر وليس للمسلمين فقط ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) [2] ، فالله سبحانه وتعالى أرسل محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) رحمة للعالمين للإنس والجن . أمّا إذا اعتبرنا الرسول جاء لفئة واحدة ، نكون حجمنا الإسلام وحدّدناه ، وبالتالي قيّدناه في قفص ، بينما الله سبحانه وتعالى ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ