* الفرق واضح وبيّن إذ ليس كلّ إنسان بعالم ، والقاري البسيط ومتوسّط الثقافة يعلم أنّ القرآن لا ينطق ، ويعلم أيضاً أنّه حمّال أوجه ، ومن الممكن أن يقرأ الإنسان آية ويفسّرها ، ويأتي آخر ويفسّرها بغير ما فسّرها الأول ، وكلّ يتمسّك برأيه ويقول : أنّه على حقّ ، وهذا ما وقع بالضبط في المدارس الإسلامية الكلامية ، والسنّة نفس الشيء ، كافة الفرق الإسلامية تعلم يقيناً أن القرآن الكريم معصوم من الله جلّ جلاله وليس فيه اختلاف يقول عز وجل : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) [1] . فكيف بالسنّة التي يشكّ فيها صاحبها نفسه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) الذي يقول : " كَثُرت علي الكذابة " ! وهو حي كذبوا عليه ، وأغلب الكتب المتواجدة سنيّة أو شيعية ( حتّى أكون منصفاً ) لا يمكن الاعتماد عليها ، فإذا اعتمدنا على الصحيح منها فسوف نتأول ونفسّر على أهوائنا ونقول : قال الرسول : عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، لا ، هم علي والحسن والحسين والتسعة من ذرية الحسين ( عليه السلام ) ، هنا كلّ فرقة تتأول ما تريد فأين الحقيقة ؟ الحديث الصحيح " وعترتي أهل بيتي " لماذا ؟ لأنّ العترة الطاهرة بشر والبشر عقول ، ثمّ أنّ هذه العقول عالمة أولاً ، ومعصومة ثانياً . أولاً : عالمة لأنّها تستنبط الأحكام الحقيقية ، وتعي ما يقول الله ورسوله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) . ثانياً : لا تكذب لأنّها معصومة عن الخطأ ، لأنّ الله أذهب عنها الرجس وطهرّها تطهيراً ، لذلك الرسول الكريم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) صريح في قوله : " ما إنّ تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي " فكيف نتمسك بالقرآن والسنّة ؟