خذ مثالاً . . امسك بيدك القرآن الكريم ، وبالأُخرى كتاب البخاري ( اقسم بالله لا يعصمك من الضلالة لماذا ؟ ) تقرأ في كتاب الله مثلاً الصلاة سّراً أم جهراً ، لا تعرف ! اثنتين أم ثلاث أم أربع ، أيضاً لا تعرف ! الزكاة ، مقدارها لا تلقي دليلاً . وهكذا ترجع إلى كتاب السنّة ، فتجد أكثر من عشرين حديثاً متناقضاً ، أيّهما تأخذ ! هذا يقول : الرسول : اغسل رجليك ، والآخر ، لا . . امسح رجليك . وهذا يقول : إسبل يديك ، وذاك يقول تكتف . . . فاختلاف كبير ، ولذلك قال الله : ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ) [1] ، ومن هنا يتبيّن لنا صحة الحديث " وعترتي " ، لأنّ العقول هي التي توضح تفسير الآيات الصحيحة ، وتدلّ على الأحاديث الصحيحة أيضاً وتفسّرها بصدق وأمانة ، وهذا واضح في قوله تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) [2] ، وأهل الذكر عقول معصومة وليسوا صحفاً مكتوبة . * * ما الذي يوحيه إليكم كبار الشخصيات الإسلامية ، وما رأيكم بالتعددّية والشورى التي طرحها آية الله السيّد محمّد الحسيني الشيرازي ( قدس سره ) وبماذا امتاز منهجه التجديدي بنظركم ؟ * يا عزيزي . . أنا من الأشخاص الذين يعشقون التجديد ، كما إنّني ضدّ الجمود الفكري وضدّ الجمود الذي يموت على فكر كان سائداً في قرون خلت ويريد أن يتشبّث به اليوم . . وهو ليس بنصّ قرآني ولا بنصّ نبوي . . لماذا ؟ لأنّ الأسلاف كانوا عليه ، لذلك أنا أمقت السلفية . . ما معنى السلفية ؟ هو الرجوع