فربنا لم يطلب منّا التغيير السياسي ، ولا التغيير المسلّح ; لأنّ التغيير المسلّح لا نستطيع مقاومته ، الناس تطالب بأشياء لم يقرّها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم . تخرج فئة قليلة من الناس لتشكّل حكومة ، وتقف في وجه جيش من الدبابات والطائرات والصواريخ والجنود والشرطة ، وتقوم بالتخريب ، وعندما يمسك أحدهم ويُضرب ينادي أحد . . أحد ، يمثّل قول بلال ، هذا ليس من الإسلام بشيء ، نحن نعيش في زمان يجب أن تكون الحقائق الإسلامية واضحة ، والحقائق الإسلامية تطلب منّا أن نغيّر ما بأنفسنا كما قال الله سبحانه وتعالى ، والله يريد منّا أن نغيّر الأفكار الأموية والعبّاسية بأفكار ربانية محمّدية علوية منفتحة . . عندها سيغيّر الله سبحانه وتعالى ما بنا من تخلّف وتأخّر واضطهاد وظلم وينصرنا ويعزنا ويكرمنا ، هذا هو التغيير الذي نستطيع فعله . أمّا الأوّل ليست لدينا القدرة عليه ، وإلاّ نقول : ربنا لم كلفتنا بما لا نقدر عليه بأن نحارب جيشاً ونحن عزل من السلاح ، وهذا قرآنياً مرفوض ; لأنّ الله جل وعلا حتّى في حروب الأمم يقول : ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّة ) [1] اين قوتّنا الآن ؟ نعم قوّة البيان قوّة البلاغة قوّة العقل قوّة البصيرة ، هذه هي القوّة المطلوبة الآن ، لذلك فإنّ الله قال في كتابه العزيز : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) [2] ، فالجهاد هنا هو جهاد العقل والفكر ، وإذا جاهد الانسان فكرياً وعقلياً خير من حبّه القيادة ليس إلاّ . * * أهل السنّة يقولون عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) " القرآن والسنّة " ، والشيعة تقول " القرآن الكريم والعترة الطاهرة " ، فما الفرق بين القولين ؟ وما الاستدلال على ذلك ؟