وقال أيضاً عزّ من قائل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ ) [1] . 3 - حديث من سرّه أن يحيا حياتي : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " من سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي ، فليوال عليّاً من بعدي وليوال وليّه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذّبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي " [2] . وهذا الحديث هو كما نرى من الأحاديث الصريحة التي لا تقبل التأويل ، ولا تترك للمسلم أي اختيار بل تقطع عليه كلّ حجّة ، وإذا لم يُوال عليّاً ويقتدِ بأهل البيت عترة الرسول ، فهو محروم من شفاعة جدّهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وتجدر الإشارة هنا بأنّه خلال البحث الذي قمت به شككّت في البدء في صحّة هذا الحديث واستعظمته ، لما فيه من تهديد ووعيد لمن كان على خلاف مع علي وأهل البيت ، وخصوصاً أن هذا الحديث لا يقبل التأويل ، وخفت الوطأة عندما قرأت في كتاب الإصابة لابن حجر العسقلاني بعدما أخرج الحديث قوله : " قلت في إسناده يحيى بن يعلى المحاربي وهو واه " [3] .
[1] سورة الممتحنة : 1 . [2] أخرجه الحاكم في المستدرك 3 : 128 ، وقال : " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " ، وأبو نعيم في الحلية 4 : 387 ، والطبراني في المعجم الكبير 5 : 194 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 42 : 242 من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي ، مع تفاوت في بعض الألفاظ من حيث الزيادة والنقصان ، رواه الرافعي في كتاب تدوين أخبار قزوين 2 : 485 . والحديث سنده حسن ، لأنّ طرق الحديث متعددة وليس الطريق منحصراً بيحيى بن يعلى الأسلمي الذي ضعفوه ، وإن أخرج له ابن حبّان في صحيحه 15 : 393 ، وحسن له الألباني في سنن الترمذي حديثه 2 : 269 . [3] الإصابة 2 : 485 رقم 2872 ، وهو غفلة منه ; لأنّ في السند الأسلمي وليس المحاربي .