نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 57
فانظر كيف أخذ أهم علامات كذب الرواية ليجعله الشاهد على صدقها ! ! فمن قال لك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قام مصدقا لهذه الرواية ؟ ! هل سمعته من أحد غير هذه الرواية نفسها ؟ ! إن مثل هذه القصة ليست مما يرتاب العقل في تكذيبها بعد المسح العلمي الدقيق ، إنها تماما من قبيل روايات تقول : إن الأرض تقف على قرن ثور ، والثور على ظهر حوت ، وهو النون التي في قوله تعالى : ( ن والقلم ) ! ! فإذا كان يصدقها بالأمس ناس عمدتهم وثاقة الرواة ، فليس لهذه الوثاقة اليوم محل أمام الكشف العلمي الدقيق والمباشر . . ولا يعاب في ذلك المتقدمون ! ولكن يعاب الذين قرضوا القرن التاسع عشر والقرن العشرين وما زالوا يلتمسون ذلك وراء وثاقة الراوي وأهمية المصدر ، بدلا من أن يضع ذلك كله موضع الاختبار بناء على هذه الحقائق الملموسة . وتميم هذا هو الذي ابتدأ فاستأذن عمر أن يقص ، فأذن له بعد أن رده أولا ، فهو أول قاص مأذون في الإسلام [1] ، فكان يقوم في المسجد كل جمعة يعظ أصحاب رسول الله ! قبل أن يخرج عمر إلى الجمعة . . فلما جاء عثمان طلب منه تميم أن يزيده ، لأن موقفا واحدا في الأسبوع لا يكفيه ، فزاده عثمان يوما آخر يتحف فيه أصحاب رسول الله بمزيد من مواعظه ! لكن في تلك السنين كان التحدث بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
[1] انظر ترجمة تميم بن أوس الداري في : الإستيعاب ، أسد الغابة ، الإصابة ، سير أعلام النبلاء .
57
نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 57