نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 58
ممنوعا ! وكان خيار الصحابة من أولي السابقة والجهاد يحبسون في المدينة إذا ما حدثوا خارجا عنها بشئ من سنن النبي ومواعظه ! ! إن لتميم سرا هو من صنف سر كعب الأحبار ، لكن تميما تقدم على كعب حين أدرك النبي فسمي صحابيا ! ولما قتل عثمان لم يعد أمر تميم بتلك الدرجة من الخفاء ، إنه لم يأت عليا يستأذنه في المضي على شأنه ، أو يستزيده ، كلا ، بل ترك المدينة كلها ، ضاقت عليه بما رحبت أرض يحكمها علي ، فليس أمامه إلا الشام في أجواء تنتظر تميما ونظراءه ، فخرج إلى الشام دون أن يضيع مزيدا من الوقت ! لقد كان عمر يمنع من القصص ، ويكذب محترفيها ، حتى أقنعه تميم في نفسه خاصة ، لكن عليا لم يأذن بشئ من ذلك ، ولم يكن تميم بالرجل الساذج أو الغبي الذي يلتمس مثل ذلك من علي ! ولا هو بتارك مهنته ، فترك بلادا تدين لعلي ، قافلا إلى حيث تنفق سلعته ، وله في كنف معاوية أوسع جوار ! * والذي لا نزاع فيه أن القصص قد انتشرت في أواخر عهد عثمان ، وبرز قصاصون يقصون في المساجد ، حتى طردهم علي عليه السلام ، كما أثبته المروزي وغيره [1] . والشيخ الغزالي يثبت ذلك أيضا ، ويقول : إن عليا عليه السلام منع القص في المساجد ، ولم يأذن إلا للحسن البصري [2] .
[1] انظر : كنز العمال 10 ح 29449 ، وبعده . [2] كيف نتعامل مع القرآن :
58
نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 58