نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 29
فهل كانت المصلحة في ما يحبون ؟ ! أم كان الخير كله في ما يكرهون ؟ ! ولئن كان الذي رآه عمر مصلحة عاجلة ، هو حقا كما رآه ، فلسريعا ما كان مفتاحا لمفسدة وأي مفسدة ! إنه الباب الذي كان مهيئا لكل ذي ضغينة على هذه الرسالة وصاحبها أن يقتحموه إلى حيث يطمحون ، ألم يكن هو الباب إلى الرزية ، كل الرزية ؟ ! هذا ما قاله حبر الأمة ابن عباس [1] ، وهو الذي نقشته الأحداث على جبين التاريخ الإسلامي ، أحب ذلك أحد أم كره ! * ولقد أخذ عمر على نفسه مرة رده على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحسب تقديره للمصلحة ، وذلك في قصة الحكم بن كيسان ، إذ جئ به أسيرا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعوه إلى الإسلام ، فأطال ، فقال عمر : علام تكلم هذا يا رسول الله ؟ ! والله لا يسلم هذا آخر الأبد ، دعني أضرب عنقه ويقدم على أمه الهاوية ! فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقبل على عمر ، حتى أسلم الحكم ! قال عمر : فما هو إلا أن رأيته أسلم حتى أخذني ما تقدم وما تأخر ، وقلت : كيف أرد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرا هو أعلم به مني ، ثم أقول إنما أردت بذلك النصيحة لله ولرسوله ؟ ! قال عمر : فأسلم والله ، فحسن إسلامه ، وجاهد في الله حتى قتل
[1] صحيح البخاري / كتاب المرضى - باب 17 ح 5345 ، صحيح مسلم 3 ح 1637 ، مسند أحمد 1 / 222 .
29
نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 29