نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 28
ولقد كان هذا ظاهرا في فقه عمر أكثر ما يكون ، وربما ظهر منه ذلك حتى بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! كالذي كان يوم الخميس ، قبيل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والنبي يقول : إيتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي فيصيح عمر بالحاضرين : ما له ؟ ! أهجر ؟ ! حسبنا كتاب الله ! ! وما زال يمنع منها حتى كثر التنازع فغضب النبي وأخرجهم من عنده . فعل هذا عمر حين قدر ما كان النبي يضمره ، وقدر أن ذلك سوف لا يحقق المصلحة ، وأن المصلحة في خلافه ! هذا ما قاله هو في تفسير موقفه [1] . إذن رأى لنفسه الحق في الوقوف أمام النبي وأمره ! حين رأى أنه كان أقدر من النبي على تشخيص المصلحة وإصدار الأحكام المناسبة ! ولو جاز ذلك التصور ، في منطق ما ، وكان الذي قدره عمر هو الأوفق بالمصلحة ، لكانت تلك هي المصلحة العاجلة الظاهرة له ، دون المصلحة الحقيقية التي كره عمر بواكيرها . وماذا لو كره نفر من قريش ما أراده النبي اليوم لحفظ الدين وصونه ؟ ! ألم يكن ذلك النفر قد كره دعوة النبي في أيامها الأولى ، ثم صار بعد يقاتل دونها ؟ ! ألم يكن منهم من كره النبي ودعوته وأفنى خيله ورجله في محاربتها حتى أسقط في يديه يوم دخلت عليه جيوش النبي مكة ؟ !
[1] شرح نهج البلاغة 12 / 21 وقال : ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر ( ابن طيفور ) صاحب كتاب تاريخ بغداد في كتابه ، مسندا .
28
نام کتاب : تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاما بعد النبي ( ص ) نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 28