نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 138
جزع صاحبه في الغار ، ولم يزل علي صابرا محتسبا . فبعث الله ملائكته فمنعته من مشركي قريش حتى أصبح فلما أصبح قام ، فنظر القوم إليه فقالوا : أين محمد ؟ قال : وما علمي بمحمد أين هو ؟ قالوا : فلا نراك إلا كنت مغررا بنفسك منذ ليلتنا . فلم يزل علي أفضل ، ما بدأ به يزيد ولا ينقص حتى قبضه الله إليه . يا إسحاق هل تروي حديث الولاية ؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين . قال : أروه ففعلت . فقال : يا إسحاق ، أرأيت هذا الحديث هل أوجب لعلي أبي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه ؟ قلت : إن الناس ذكروا أن الحديث إنما كان بسبب زيد بن حارثة لشئ جرى بينه وبين علي وأنكر ولاء علي ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال : وفي أي موضع قال هذا ؟ أليس بعد منصرفه من حجة الوداع ؟ قلت : أجل قال : فإن زيد بن حارثة استشهد قبل الغدير ، كيف رضيت لنفسك بذلك ؟ أخبرني لو رأيت أبنا لك قد أتت عليه خمس عشرة سنة يقول : مولاي مولى ابن عمي أيها الناس ، فاعلموا ذلك . أكنت منكرا عليه تعريفه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون ؟ فقلت : اللهم نعم . قال : يا إسحاق : أتنزه ابنك عما لا تنزه عنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ويحكم ! لا تجعلوا فقهاءكم أربابا إن الله جل ذكره قال في كتابه : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) ولم يصلوا لهم ولا صاموا ولا زعموا أنهم أرباب ، ولكن أمروهم فأطاعوا أمرهم يا إسحاق أتروي حديث " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " ؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قد سمعته وسمعت من صححه ومن جحده . قال : فمن أوثق عندك من سمعت منه فصححه أو من جحده ؟ قلت : من صححه . قال : فهل يمكن أن يكون الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مزح بهذا القول ؟ قلت : أعوذ بالله . قال : فقال قولا لا معنى له فلا يوقف عليه ؟ قلت أعوذ بالله . قال : أفما تعلم أن هارون كان أخا موسى لأبيه وأمه ؟ قلت : بلى . قال فعلي أخو رسول الله لأبيه وأمه ؟ قلت : لا . قال : أوليس هارون كان نبيا وعلي غير نبي ؟ قلت : بلى . قال : فهذان الحالان معدومان من علي وقد كانا في هارون ، فما معنى قوله " أنت مني بمنزلة
138
نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 138