نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 137
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال له : " لا تحزن " نهيا له عن الحزن ، قلت : أعوذ بالله . قال : يا إسحاق ، إن مذهبي الرفق بك لعل الله يردك إلى الحق ويعدل بك عن الباطل لكثرة ما تستعيذ به . وحدثني عن قول الله ( فأنزل سكينته عليه ) من عنى بذلك : رسول الله أم أبا بكر ؟ قلت : بل رسول الله قال : صدقت . قال فحدثني عن قول الله عز وجل : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم ) إلى قوله ( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) أتعلم من المؤمنون الذين أراد الله في هذا الموضع ؟ قلت : لا أدري يا أمير المؤمنين . قال : الناس جميعا انهزموا يوم حنين فلم يبق مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا سبعة نفر من بني هاشم : علي يضرب بسيفه بين يدي رسول الله ، والعباس آخذ بلجام بغلة رسول الله ، والخمسة محدقون به خوفا من أن يناله من جراح القوم شئ ، حتى أعطى الله لرسوله الظفر فالمؤمنون في هذا الموضع علي خاصة ثم من حضره من بني هاشم . قال : فمن أفضل : من كان مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ذلك الوقت وأنزل عليه السكينة ، أم من انهزم عنه ولم يره الله موضعا لينزلها عليه ؟ قلت : بل من أنزلت عليه السكينة ! قال : يا إسحاق ، من أفضل ، من كان معه في الغار أم من نام على فراشه ووقاه بنفسه ، حتى تم لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما أراد من الهجرة ؟ إن الله تبارك وتعالى أمر رسوله أن يأمر عليا بالنوم على فراشه وأن يقي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بنفسه ، فأمره رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بذلك . فبكى علي رضي الله عنه . فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما يبكيك يا علي أجزعا من الموت ؟ قال : لا ، والذي بعثك بالحق يا رسول الله ، ولكن خوفا عليك ، أفتسلم يا رسول الله ؟ قال : نعم قال : سمعا وطاعة وطيبة نفس بالفداء لك يا رسول الله . ثم أتى مضجعه واضطجع ، وتسجى بثوبه . وجاء المشركون من قريش فحفوا به ، لا يشكون أنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد أجمعوا أن يضربه من كل بطن من بطون قريش رجل ضربة بالسيف لئلا يطلب الهاشميون من البطون بطنا بدمه . وعلي يسمع ما القوم فيه من تلف النفس ولم يدعه ذلك إلى الجزع ، كما
137
نام کتاب : بنور فاطمة اهتديت نویسنده : عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 137