نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 69
يحكمها الأفضل ، واعتبرت أن حكم الأفضل في كل شئ أفضل أنظمة الحكم ، وأفضل مكتسبات المجتمعات البشرية ، لذلك كله تلطفت العناية الإلهية ، وقدمت لهم الأفضل ، الذي تسالمت عليه وتمنت حكمه طوال التاريخ . قد تتوفر هذه الصفات في رجل معين ، قبل أن يتولى الرئاسة العامة والمرجعية ثم ينحرف بعد ممارسته لأعبائها أمام الإغراءات الهائلة التي تستفز الطبيعة الإنسانية لقد أخذ الله ذلك بعين الاعتبار ، فقدر أن من مقومات التأهيل والإعداد الإلهي لمن يتولى الرئاسة العامة والمرجعية أن يكون معصوما ، عن الوقوع في الزلل والخطأ والمعصية ، حتى لا يسئ استعمال الصلاحيات الهائلة التي أعطيت له وحتى لا يفقد تميزه ومبررات رئاسته ومرجعيته ، وحتى يتميز النظام الإلهي عن النظام الوضعي ، لذلك كله فقد عصم الله كل الذين اختارهم للرئاسة العامة والمرجعية في الأنظمة الإلهية ، وعلى رأسها النظام الإسلامي . وبعد أن عصمهم الله خولهم صلاحيات هائلة تمكنهم من تحقيق الأهداف الكبرى التي أناط الله بهم مهمة تحقيقها . فلا خوف من طغيان الرئيس والمرجع العام ما دام أنه معصوم ومؤهل إلهيا . لماذا اهتدت البشرية لمبدأ فصل السلطات ، وعدم تركزها بيد واحدة ولماذا وجدت الرقابة بأنواعها في الأنظمة الوضعية ؟ لقد وجدت لمقاومة الطغيان والاستبداد والحيلولة دون وقوعهما . أما في الإسلام فإن إعداد الرئيس وتأهيله إلهيا ، وعصمته والشهادة الإلهية له بأن يتبع تماما ما يوحى إليه من ربه ، ضمانات إلهية كافية ضد الانحراف ، وإساءة استعمال السلطة . والعصمة تعني الالتزام التام بالصواب ، بحيث يبقى المعصوم في دائرة ما أراده الله ، والله سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان ودوافعه وميوله وحاجاته ، لقادر على أن يبطل فاعلية بعضها ، فقد يأخذ من الإنسان القدرة على الإبصار ، أو القدرة على ممارسة
69
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 69