نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 67
الدعوة وبناء الدولة ، تلك التوجيهات التي أسفرت عن إيمان فئة قليلة وعن إسلام الأكثرية الساحقة من سكان الجزيرة . أما بقية العالم فلم يصله القرآن ، ولا سنة الرسول أو بيانه لهذا القرآن بوصفه التطبيق اليقيني للإسلام ، لقد أوجد الرسول الآلية الشرعية لاستمرار الدولة وامتدادها ، وبناء الدولة العالمية التي تتظافر جهودها مع جهود الدعوة لهداية العالم كله إلى الإسلام ، لا بالاستعمار والفتح ، ولكن بالوسائل الشرعية التي حددها الله وبينها رسوله . لقد آمنت أقلية من العرب ، واضطرت الأكثرية الساحقة من العرب اضطرارا للدخول بالإسلام أو التظاهر بهذا الدخول ، واكتمل نزول القرآن وبينه الرسول من خلال سنته ، وأوجد الرسول آلية الاستمرار والتوسع الشرعي على صعيدي الدعوة والدولة ، لقد بلغ الرسول الرسالة الإلهية وأكمل الله الدين ، لقد انتهت مهمة النبي كرسول ، وبعد انتهاء مهمته بقي يمارس أعماله كإمام أو كولي أو كرئيس من نوع خاص للدولة ، إنه ليس معقولا أن يبقى الرسول في هذا المنصب الأخير طوال عصور التكليف التي قد تمتد لعشرات ، بل لمئات الآلاف من السنين ، ومن ضرورات الابتلاء أن يموت الرسول ، ويرى الله الناس كيف يتعاملون مع التكاليف الإلهية في غياب الرسول ، ويترجمون هذا التعامل في سلوك يقع فعلا ، ولا يبقى في دائرة النوايا . الرئاسة العامة والمرجعية في الإسلام أصل من أصول الدين الأساسية منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه الرسول أنباء النبوة والرسالة والكتاب ، وطوال عصر النبوة الزاهر ، وإلى اللحظة التي صعدت فيها روح النبي الطاهرة إلى بارئها ، كان واضحا للجميع - المسلم وغير المسلم - أن
67
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 67