responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 66


مهما كانت يسيرة ، لقد كان دائما حيث أراده الله أن يكون ، وبالوضع الذي أراده الله له .
وفوق هذا وذاك ، فإن المسلمين ، قد رضوا بما اختاره الله ، فبايعوا رسول الله بالرضا على ذلك ، أو تظاهروا بالرضا ، فسلطات الرسول مستمدة من الاختيار الإلهي ، ومن الإعداد الإلهي ، ومن التأهيل الإلهي ، ومن الضمانة الإلهية بعدم إساءة استعمال هذه السلطات الهائلة ، ومن المميزات الخاصة التي خص الله بها نبيه ، ثم من طبيعة دين الإسلام ، ثم من موافقة الذين اتبعوه أو تظاهروا باتباعه ، ثم من منطق الأمور وجسامة المهام الملقاة على عاتقه .
وبالإجمال فإن الرسول الأعظم كان هو المسؤول الأعلى عن الدولة بكافة مقوماتها ، وعن الدولة بكل طموحاتها ، وعن مستقبلهما معا ، وهو المؤتمن على دين الله وشرعه الحنيف ، والمرجع الأعلى لكافة الأمور الدينية والدنيوية معا حيث تتداخل الأمور الدينية والزمنية معا في الإسلام ، ويتعذر التفريق بينهما .
من المهام التي لم يحققها الرسول حال حياته لقد أرسل الله رسوله للعالم كله ، وليس لقوم دون قوم ، والرسول الأعظم لا يستطيع أن يتواجد في مكانين أو أكثر في وقت واحد ، ولا يمكنه أن يجمع أبناء الجنس البشري كلهم ، دفعة واحدة ، وفي مكان واحد ، ليبلغهم ما أنزل الله ، من القرآن ، وليبين لهم هذا القرآن ، لقد اقتضت حكمة الله أن يبدأ الرسول دعوته في بلاد العرب وأن يستقطب حوله مسلمين من بلاد العرب ، وأن يكون الكيان السياسي لدولة الإسلام في بلدة عربية ، ثم يتوسع هذا الكيان ليشمل كامل بلاد الجزيرة العربية ، واقتضت حكمة الله أن تؤمن فئة قليلة ، وأن تلتف هذه الفئة حول الرسول وتنفذ توجيهاته لنشر .

66

نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست