نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 339
والخلاصة أن حديث " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ " حديث مختلق وغير صحيح ، وموضوع لأن الخلفاء الراشدين أنفسهم لم يدعوا العصمة ، ولم يدعوا بأن كل ما صدر منهم كله صحيح ، بل اعترفوا بأن الكثير من أفعالهم وأقوالهم كانت خاطئة تماما وأظهروا الندم ، ورجعوا عنها لأنهم اكتشفوا بأنها مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله ، وقد سقنا في هذا الكتاب مئات الأمثلة على ذلك ! ! ثم إنه لم يقل أي واحد من الخلفاء الثلاثة عن نفسه بأنه هادي ومهدي وراشد ، ولا ادعى أي واحد منهم بأن الرسول قد قال له مثل هذا القول ، وهذا تأكيد قاطع بأن أولياءهم هم الذين اخترعوا هذه الفضائل في ما بعد ! ! ثم إنه من المستحيل عقلا وشرعا أن يعطي الرسول لسنته وسنة الخلفاء القيمة نفسها ، فالرسول مدعوم إليها بالوحي ، ومعصوم عن الوقوع في الزلل ، والخلفاء مجتمعون ومنفردون لم يدعوا بأنه كان يوحى إليهم ، أو أنهم كانوا من المعصومين ! ! ثم إنه من المستحيل فنيا أن يكون في المجتمع الواحد أكثر من جهة تشريعية وإلا وقع التناقض في الأحكام التي تطرح للتطبيق ! ! ثم إن الرسول لم يحدد من هم الخلفاء الراشدون - تاريخيا - ، وتعرضت قائمة الخلافة الراشدة للتبديل والتعديل ، فكانوا في البداية اثنين هما أبو بكر وعمر ونتيجة حكم بني أمية وتأثيرهم أضيف لهما عثمان ، وبعد التسوية ، قام بعض علماء دولة الخلفاء بإدخال الإمام علي مع هذه القائمة ، الإمام نفسه الذي كانوا " يلعنونه بالأمس " وأكبر الظن بأنهم قد أدخلوا الإمام بهذه القائمة لغايات تجميلها وإلباسها ثوب الشرعية ، والحصول على تأييد أهل بيت النبوة لهذه القائمة ويقينا بأن هذا الحديث مختلق ، وقد وضعته الطواقم التي أنشأها معاوية بن أبي سفيان لافتعال الفضائل لا حبا بالخلفاء ، ولكن طمعا بتمييع النصوص الشرعية الواردة في الإمام علي خاصة وأهل بيت النبوة عامة ،
339
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 339